المقالات

هذيان قبر ..!


هذه المرة عمودي أشبه بالهذيان بعد واقعة الأحد..البارحة توسدت  قبرا لمن كان يقص علي كل ليلة ما يجعلني أحلق في عوالم بعيدة..القبر قص علي هذه الحكاية، أرجوكم أن تسمعوها مثلي: كان يا ما كان في عصر ليس بعيد من عصرنا هذا، كان هناك شعب يعيش في أرض واسعة، خضراء فاقع لونها تسر الناظرين يحكمها ملك بتاج عظيم، الأرض الواسعة كانت بأودية كثيرة، فيها الأحمر اليانع والأصفر الباهت، وفي كل واد كان يعيش بعض ذاك الشعب، وأكتسب ذاك البعض لونه من لون واديه، كما أكتسب لغته من رجع صدى تلاله.. في تلك الأيام كان يبدو أن لا كدر أو شائبة تعكر صفو الحياة الوردية في تلك الربوع الخضراء، ولم يدخل تلك الأرض جراد، كما أنها لم تكن تضم حيوانات متوحشة البتة، فقط كان فيها ضبع، وسكن الضبع في غار مع الخراف!..

 وكان يبدو أن السلام الذي تنعم فيه تلك المملكة أنه من النوع غير المشروط...في يوم ما تذكر الضبع أنه ضبع!.. فخرج الى مرتع لالتقاء الشعب البائس، حينها لم يكن الشعب يدرك حقيقة الأمور ولا ماهية ما يدور وراء الجدران، بل كان يفكر بغرائز غرسها فيه الملك ذو التاج العظيم .. كان الملك قد سلب التفكير من شعبه لدرجة أنه جعله يعتقد أن الحياة هي الكسل واللا عمل ..فتفشى التفكير بسلبية مطلقة، وفي ذلك المرتع كانت تنمو كائنات لا ترى بالعين المجردة، كائنات سرية، كانت مهمتها أن تزرع الشوك في الجداول الغناء التي كانت تطرب الحياة الرخيمة وتنعس عقول الشعب وتزيده خمولا ونوما تحت ظلال النخيل، ينتظر موائد السماء التي آثرت الحواريين ذات زمان، ، فنبت الشوك الى علو مخيف وأفسد مملكة الشعب الأسطورية، وكأستجابة موازية فأن الطبيعة تأثرت وصار المطر طوفانا، والرياح صرصرا ودفء الحرارة جفافا. خارت قوى الحب الذي نسجته ألف حكاية بطولية، وصارت خيوط السواد تتقدم يوما بعد يوم وتشق طريقها وسط المملكة، وتحركت قوى الشر البعيدة القادمة من اللا قرب وأفرزت السموم من القرب بلون البراءة وبمختلف الألوان، فطرد الضبع الخراف وأعلن بداية حرب مع السلام....

كلام قبل السلام: خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ .

 

سلام

 

 ــــــــــــــــــ

36/5/725

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك