( بقلم : حسين البغدادي )
عام كامل مر على وكالة أنباء براثا ..خبر قد يكون عادي جداً لإنسان لا يعرف براثا ..أما بالنسبة لي فالخبر أكثر من عادي...ذات يوم تطلعت إلى براثا بمحض الصدفة ..وكم كانت هذه الصدفة سعيدة ..كنت أشعر بالاختناق ..لأن قطعان الجرذان تجتاح فضاء الانترنت ..هذا يشتم فينا ..وذاك ينهش في لحمنا ..وآخر يهين مقدساتنا ..والجزيرة تتبجح بأن استفتاءاتها (الجماهيرية)تشير إلى أن المقاومة (شريفة) و(شريفة جداً)؟! وأنا أتميز من الغيظ في بلدي الذي نهبه صدام وذبحته قرود القاعدة....ونحن العراقيون ..من يستمع إلى أصواتنا ..ومن يوصل أنيننا إلى فضاء الإنسانية ..؟؟
وكان اليوم الذي تعرفت فيه إلى وكالة براثا للأخبار يوماً فاصلاً بين اليأس المحبط ..وبين فسحة الأمل التي فتحت عالماً من الثقة في النفس والإيمان بعراق الغد ..العراق الذي يخلو من وجه صدام الكالح ..ومن صور أتباعه ومحبيه من الفئران الصغيرة ..نعم شرعت براثا أبوابها للمحبين ..ويوم أن أمسكت القلم لأكتب شيئاً ما..لا أكتمكم سراً كدت أكسره من شدة الحنق..على قرقوز ٍ هنا أو دمية هناك تؤلب شذاذ الكرة الأرضية على قتل أطفالنا وسبي نسائنا ..ولامن مجيب ..أشلاء زوار الحسين(ع) وقبة العسكريين(ع)التي فجرها أبناء البغايا ..ولامن مجيب ..ولا من سامع ٍ لشكوانا التي ضجت بها الصدور حتى ضاقت عنها..أين العلة ؟..تساءلت مع نفسي ؟ أهي فينا ؟! أم في الأعداء ؟! ويوم أن سال حبر القلم على صفحة ظلت عصية على الإكمال..تيقنت أن الألسن المحبوسة لا تطلقها إلا صيحة استنجاد لأمة مظلومة..ونحن والله...أكبر أمة مظلومة في التاريخ ..ولكننا لا نجيد إلا الشكوى والبكاء على الأطلال ..وعالم اليوم المتوحش ليس فيه مكان للضعفاء..حينها فقط ..سال حبر القلم ..وبين مصدق ٍ ومكذب ..
نشرت مقالتي على الصفحة الأولى في سفر براثا العملاق ...إذن هناك من يستمع للناس ..أسررت ذلك في نفسي ..وهذه كانت نقطة التحول مع براثا ..البرعم الأخضر الذي نما في غابة أشواك من مواقع الدجل والتضليل ..كبر البرعم وأصبح نخلة ً شماء تناطح عنان السماء تفيئت بظل العراق العظيم ..وفاحت بعطر آل البيت الأطهار(ع) ..براثا كانت حلماً وقد تحقق ..وسد هذا الحلم ثغرة في جسد العراق ..كانت تفغر فاها وتنفث الدم حسرة ً على إعلام ٍ عراقي ٍ يغط في نوم ٍ عميق..وفضائيات وصحف تعجز عن عدها ..ولكنها في عالم التأثير لا وزن لها...كل هذا قبالة إعلام ٍ متوحش يتسلح بالمال الحرام..وتمده أبواق الشيطان وجرذان الإرهاب بالعدة والعتاد ليواصل حربه الإعلامية المكملة للحرب التفجيرية التي يشنها صباح مساء ضد شعبنا المظلوم..
وفي كل هذا وقفت وكالة براثا للأنباء وحيدة ٌ فريدة ..إلا من إيمانها بثوابت العراق الجديد ....فلبراثا عبق التاريخ وشجاعة الحاضر ألف تحية ...ولكادر براثا وللأستاذ محسن الجابري والأستاذ علي محسن راضي ولأخوتهم العاملين في الوكالة ..ألف سلام ...وللجنود المجهولين من الكتاب الرائعين الذين لانعرفهم بحقيقتهم المادية ..كل تقدير واحترام ..نحن الذين عرفنا سجاياهم من خلال أقلامهم الشريفة النظيفة ..فهم قد جعلوا براثا رقماً صعباً في عالم الانترنت عبر مصداقيتهم وجرأتهم وشجاعتهم التي أقضت مضاجع الموتورين ممن أعرفهم وتعرفونهم ..شكراً لوكالة براثا للأنباء التي قدمت نموذجاً مثالياً للإعلام الصادق والملتزم والنبيل ..وأثبتت على أرض الواقع مقولة ً طالما سمعناها (بدلاً من أن تلعن الظلام أشعل شمعة).. وبالفعل أوقدت براثا شمعة بحجم العراق ..أضاءت ظلام ليلنا البهيم ..فأفزعت أنوارها خفافيش الظلام وجرذان الحفر..
حسين البغدادي العراق الحبيب
https://telegram.me/buratha
