المقالات

كيف يمكنك ان تعيش مع من يستبيح دمك؟

548 19:58:00 2012-07-23

عدنان عبد الله

في الوقت الذي، نعزي فيه أنفسنا وأهلنا الصابرين، في عراقنا الجريح، باستشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين الابرياء، في هذا اليوم، من هذا شهر رمضان المبارك، نود أن نتساءل، عما إذا كان من الممكن إيجاد حل ناجع، يضع حدا لهذه المآسي قريبا؟ ففي كل مرة توشح فيها الدماء، أرض عراقنا النازف، يحاول الكثير من الحريصين على وحدة العراق (حكومة وشعبا و ارضا) ان يخرجوا علينا بتصريحات تعزي ذوي الضحايا، وتدين الجريمة ومقترفيها، وتهدئ من المشاعر، وتنتقد اداء الحكومة، متمثلة بالاجهزة المسؤولة، وتعبرعن قناعتها بفشل الخطط الامنية القائمة، وضرورة إعادة النظر فيها، وايجاد الحلول الناجعة لما يسمونه بـ "الخروقات الأمنية"، وتفعيل القضاء ومعاقبة المسؤولين بأشد العقوبات، و...و....ومن غريب أمرنا، مطالبة اولئك المجرمين، باحترام حرمة المكان والزمان، في الوقت الذي لا يجدون فيه للدم أي حرمة. فهل للمسجد أو لشهر رمضان، من حرمة، لدى سفاح استباح الدم الحرام؟! ثم يخرج علينا، بعد ذلك، مسؤولون آخرون ليخبرونا بالقاء القبض على أفراد ومجموعات ارهابية، وبتطوير الخطط الامنية المتبعة، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، ويبشرونا بتخريج دورات جديدة ذات أداء متميز، ومزودة بأجهزة كشف متطورة. وما أن تهدأ الامور، نوعا ما، حتى نرى انفسنا بعد حين، باننا ما نزال في وضع سيئ للغاية، وأن من اُدخل السجن من الأبواب قد اُخرج من الشباك. وقد كان البعثيون والمشبوهون، يقولون لنا، منذ البداية، بان من يقوم بهذه الجرائم هي الحكومة، ولكننا ـ وبطيبتنا المعهودة ـ لم نكن نتوقع بانهم يخبروننا عما يقومون ـ هم ـ به، ولم نكن مستعدين لأن نصدق، أو نتصور، بان شركاءنا منهم، هم الذين يقترفون تلك الجرائم، ولذا فكنا ننبري ـ و ببراءة الصادق الامين(أو بسذاجة المغفل البليد)ـ للرد، والدفاع عن حكومتنا الحبيبة، والذب عن كل رموزها الموقرين، دون ان يخطر على بالنا، بان حاميها حراميها. هذا هو ديدننا، منذ ان سالت أول قطرة دم، بأول انفجار، بعد سقوط نطام البعث المقبور.. إدانات ووعود وآمال...فالجميع، يحاول ان يتجنب ملامسة الحقيقة المرة، المتمثلة في جواب شجاع وصريح على سؤال خطير، مفاده:ـهل ان من يقترف مثل هذه الجرائم ويشارك فيها، يعترف بحق الآخر في مساواته له في سائر الحقوق، أوبحقه في الحياة والعيش؟ وبالتالي، فهل انه ممن يهتم بالعراق والعراقيين أصلا، ليهتم بوحدة الحكومة ووحدة الارض ووحدة الشعب؟وبإلقاء نظرة سريعة على الواقع، لا نجد أي وجود لما نسخّر كل جهودنا للدفاع عنه، ونضحي بأكثر حقوقنا من أجله. أما وحدة الحكومة، فلا نرى لها من وجود أو أثر على أرض الواقع؟ فلا وزراؤها يعتبرون انفسهم جزءا منها وملزمين بقراراتها ومواقفها، ولا حكومة الاقليم الكردي، ترى تابعيتها لها.وأما وحدة الارض، فلا تعني شيئا، بالنسبة للكثيرين، والظروف وحدها هي التي جعلت القناعات الحقيقية حبيسة الصدور، الا ما تفلّت منها سهواوأما وحدة الشعب، فهي أبعد منالا من وحدة الحكومة والارض، لأنها أساسهماوالامر فيها موزع، بين كونك عنصرا غريبا، وبين كونك مستباح الدم، وفي كلا الحالتين، لا يمكنك ان تكون مقبولا كجزء من كل، فعندما لا يعترف الآخر بحقك في أن تحيى، أو بحقك في أن تعيش معه على نحو المساواة، فلا يمكنك ان تفترض قبوله لك كجزء من شعب واحد.نعم، من حقك ان تحلم بكل ذلك، ولكنك ستستفيق أخيرا على ما لا يسرك !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك