المقالات

نائب في العراق ولا امير في موناكو


ماري جمال

قد يتذكر العراقيون ما كان يتردد على السن الشابات العراقيات المقبلات على الدخول في عش الزوجية عبارة ( لو ملازم لو ما لازم ) التي تعني رفض أي خاطب لا يعمل ضابطا في الجيش العراقي وهذا يعد مرادفا للمقولة الشائعة التي مفادها أن من يريد أن يصبح ملكا بلا عرش فليعمل ضابطاً في الجيش العراقي أما اليوم فقد شاعت مقولة مشابهة وهي عضواً في مجلس النواب العراقي ولا أمير في موناكو.

ذلك أن البرلمانيون في العراق حالة استثنائية لا يوجد لها مثيل في العالم إذ أن المخصصات الضخمة التي يحصل عليها النائب العراقي لا تشبه أية مخصصات يحصل عليها نائب أخر في أي بقعة من في الكرة الأرضية وهذا ليس إلا لان أعضاء البرلمان لا يرون في قبة البرلمان إلا مظلة ووسيلة لتشريع القوانين التي تحقق منافعهم الشخصية لذا كانت باكورة أعمالهم تشريع قوانين فهم يحصلون على رواتب وامتيازات لا يحصل عليها أي عضو في العالم لذا نرى في كل دورة انتخابية تتحول العضوية إلى مضمار سباق لآلاف الراغبين بالحصول على صندوق الأماني أو مصباح علاء الدين وعندما لا يحالف البعض الحض في الحصول على العضوية عندها يسعون لان يكونوا من المقربين من الأعضاء أو على الأقل من عناصر الحماية لعل في ذلك يدر عليهم شيء من هبات قبة البرلمان 0

أن بعض التقديرات المفزعة تشير إلى أن الميزانية الضخمة المخصصة لأعضاء تبلغ ثلث ميزانية العراق يأخذونها كرواتب وامتيازات ومكاسب خاصة لهم وان آخر صيحاتهم التي فاجأت المواطن كانت قرار مجلس النواب بتوجيه دعوة إلى شركات عالمية لبناء مساكن للنواب لأعضائه تتضمن المباني ثلاث كتل رئيسية منفصلة اثنتان منها سكنية والأخرى ترفيهية وبناية سكنية بارتفاع 11 طابقا مع مراب واحدة للسيارات عامة واسندوا هذا القرار إلى المادة الرابعة/ ثانيا من تعليمات العقود الحكومية رقم (19) لسنة 2008 وتم تخصيص تلك المباني إضافة إلى ما ذكر كمخصصات لضمان رفاهية النائب وإذا ما قورن ما خصص للنائب من أبنية بشبيهها المخصص لعوائل الشهداء والسجناء الذين بفضلهم وصل النائب للذي هو عليه ألان نجد الفرق الهائل والغبن الشنيع0

وفي المقابل نرى المواطن العراقي الذي قام بانتخاب ذلك النائب والذي عده حبل النجاة والمختار لتحقيق كافة حقوقه المغبونة وتخليصه من آفة الظلم وتوفير الخدمات التي نرى أن أغلبية الشعب يعاني منها ويتطلع إلى اليوم الذي يتوفر له الماء والكهرباء وفرص العمل التي تضمن كرامته.لكن بعض السادة النواب يسدون أذانهم وأعينهم عن تلك الحقائق لان الانشغال بمشاكل الشعب وهموم المواطن تشغلهم عن التفكير بمصالحهم الخاصة وتشغلهم عن تشريع القوانين التي تملئ جيوبهم ومن يحبون بما خف وزنه من العملات الأجنبية أو المحلية والإنصاف يفرض علينا القول أنهم شرعوا بعض القوانين التي لا أهمية لها ولم يتركوا إلا القوانين التي تصب في مصلحة المواطن وبحسب المعروف أن مئة أو أكثر من القوانين مركونة على الرف بانتظار أن يقوم احد النواب لسبب أو أخر بنفض الغبار عنها وتقديمها للمناقشة لكن نستطيع أن نجزم أن شيئا من هذا لا يحصل .وأخيرا لا نزال نأمل أن يلتفت نائبنا الموقر وينظر بعين العطف للشعب وان يتنازل ليس عن مخصصاته وامتيازاته بل عن الهيام في حبها فقط لأننا مأمورون بعدم اليأس لان اليأس من الكفر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك