المقالات

الارهاب الثلاثي ....


محمد رشيد القره غولي

بعد التحرر من عبودية الصنم بالاطاحة براس الفتنة صدام حسين و على يد حلفاءه الامريكان، لا بد من ان نضع علامات استفهام كبيرة و كل ما يقال ان ابنهم البار صدام قد انقلب عليهم علينا الوقوف و التريث و نحاول ادراك اللعبة بشكل اكثر منطقا، فامريكا قبل الاطاحة به كثرت لقاءاتها علنا و سرا بالمعارضة العراقية في الخارج و لذا جعلوا الناس تصدق ان الجلبي قد ضحك عليهم و زجهم في هذا المعترك دون التسائل هل هناك شخصا قد هيئته امريكا ليكون بديلا عن صدام او ان اليوم المعادلة اختلفت و قد اصبحت امريكا فعلا تريد الديمقراطية في المنطقة، و هذا من عجائب الدنيا و كل من يصدق به فليراجع طبيبا نفسيا افضل له. كما ان الاحداث التي يشهدها العراق و شهدها بعد 2003 يجعلنا في مشهد يذكرنا ايام صدام باختلاف اسلوب التدمير لهذا الشعب فازمات الارهاب كان لها وقت و قد تراجعت العمليات نوعا ما و صارت عمليات نوعية اكثر من سابقاتها فكان الشارع العراقي ليس له حديثا و لا هما اكثر منه، لكن اليوم اصبح الوضع ليس بافضل من البارحة فالازمات السياسية التي تعصف بالبلد ليست باقل خطورة من الارهاب الدموي كما ان الفساد المستشري في مفاصل مؤسساته ليس باقل خطورة عنهما، لكن السؤال الرئيسي هنا هل يوجد بين الارهاب الدموي و السياسي و الاقتصادي حلقات وصل وهل لاعبيه هم نفس الايادي ام لكل فريق له دور يلعبه في كل ما نسميه بالارهاب الثلاثي( الدموي و السياسي و الاقتصادي)، و على كلا الاحتمالين فالموضوع واحد و لا نريد هنا ان نظلم احد لكن حتى من لا يعلم فنقول له انت مشترك في هذا الارهاب الثلاثي، لكن القضية هل الساسة اليوم هم اصدقاء تحت الطاولة و اعداء فوقها و كل ما نراه من تراشقات و اتهامات و صراعات هي عبارة عن مسرحية يريدون بها تثبيت مبدا معين نكاد نجهله، و اعتقد بعد السقوط و استلام الاسلاميين زمام البلد و هذا لا يروق لامريكا و هي ليست غبية فهي تعلم بالتنوع السكاني للعراق و تعلم ان الاكثرية هي المسلمة و بالتاكيد الاسلاميين سيفوزون، اذن عليها ان تجد مخرجا من هذا المازق و لا بد من وجود اسلاميين يتماشون مع فكرها و منهجها وفق عطايا تضمن امريكا اعطائهم لهم، فخذ مثلا الكثير لم يكن يتوقع مرسي ان يكون زعيما على مصر لكنه وصل الى الرئاسة و اول ما قام به هو الاستمرار بالتعاول مع اسرائيل و الغرب و زيارة كلينتن خير دليل، اذن هي وجدت لاعبا اسلاميا شكلا سيكون الحارس على مصالحها في مصر، و هل العراق اقل اهمية من مصر؟ بالتاكيد لا و لكن العراق اكثر تحديا بسبب ديمغلوفية العراق لذا لا بد من دكتاتور يساعدونه من هم اكثر دكتاتوريتا منه و هم في النهاية واحد و منهم توجه ضربة قاصمة للاسلاميين و ارباك الشارع على ان الاسلاميين ليس لهم القدرة على ادارة مؤسسة كما نلاحظ من لبس الاسلام و راح يمتص دماء الابرياء و ما السوداني الا دليلا على ما نقول. اذن امريكا نجحت بوصول مجموعة قد اتفقت معها مسبقا على منهجية العمل في العراق و كيف يحكم حكما يتساير مع اطماع امريكيا و في نفس الوقت ضرب الاسلاميين و تهميشهم في المستقبل. انها تكهنات ربما لكن الواقع يفرض علينا هذه الرؤيا و الاهم من ذلك ان الاعداء اليوم سرعان ما يصبحوا شركاء فخذ مثلا صالح المطلك كان على عداء مع المالكي قبل ان يصبح نائبه و كذلك اطراف رحلت الى الاردن و التقوا مع المجرم حارث الضاري و كذلك سليط اللسان الشاهبندر التقى بالبعثيين الصداميين في سوريا و هلم جرة. فالارهاب مفتعل من اصحاب السيادة ليسيطروا على العراق و ليجعلوا اعزتها اذلة و سنرى و نسمع المزيد من تكميم الافواه و سيرجع البعث بلباس اخر و بصورة اكثر تانقا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك