المقالات

انتهت ازمة سحب الثقة وبدأ قرع طبول الحرب بين اربيل وبغداد


حيدر عباس النداوي

بعد ان لاحت في الافق بوادر انحسار ازمة سحب الثقة عن حكومة المالكي من قبل ثلاثي اطراف اربيل المتكون من التحالف الكردستاني والقائمة العراقية والتيار الصدري بسبب عدم وصول هذا الثلاثي الى الرقم المطلوب بعدد بسيط وامتناع رئيس الجمهورية جلال طالباني من التوقيع على طلب سحب الثقة, وكذلك تراجع مشروع استجواب المالكي من قبل القائمة العراقية المشتتة والتحالف الكردستاني الغاضب وانسحاب التيار الصدري طفت على سطح الاحداث ازمة من نوع اخر ومن العيار الثقيل.ورغم ان تشتت الازمة السياسية وتبخرها لم يكن على اساس من الحلول المنطقية الصحيحة المقدمة من قبل الفرقاء السياسيين, وكذلك لم تكن بسبب حزمة الاصلاحات المقترحة من قبل التحالف الوطني التي لم تبدأ بعد، انما يعود سبب هذا الانكماش الى التعب والاعياء الذي اصاب الفرقاء السياسيين فكانت استراحة محارب قد تستمر حتى يتم معالجة بعض الاشكاليات وقد تعود الحرب اشد شراسة وضراوة في قادم الايام الا ان ما يميز المرحلة الحالية هو ان مرحلة كسر العظم ابتعدت قليلا عن قاع منطقة الخطر وتوقفت الاذرع عن ليها للاطراف الاخرى بانتظار ما تسفر عنه معركة بغداد اربيل والتي هي اخطر واسوء من معركة الصراع السياسي.وعند العودة الى اسباب نشوب الازمة بين بغداد واربيل وتفاعلها في هذا الوقت وبهذه الضراوة نجد انها لاتخرج في كل الاحوال عن تداعيات ازمة اتفاقية ثلاثي اربيل من قبل اصحاب القرار في بغداد مع تصاعد في تحريك الملفات العالقة وزيادة الطلبات والتمرد من قبل حكومة كردستان بحسب ادعاء حكومة بغداد التي ترفض ان تستمر اربيل ناشزا وتتمتنع من الدخول في ببيت الطاعة الذي تطالب به بغداد.وغير واضح اذا ما كان اشعال هذه الحرائق وهذه الازمات بفعل فاعل ام انها نتيجة طبيعة لتراكم المشاكل وتكديسها من قبل اصحاب القرار لصعوبة حلها او لعدم وجود رغبة حقيقية لحلها لاسباب ترتبط برؤية ادارة الدولة وتوزيع الادوار وخلق بؤر التوتر في اوقات الافلاس والفشل وخلق جو عام من التاييد لهذا الطرف او ذاك بعد ان يعجز عن تقديم الخدمات او توفير الامن والامان فيستخدم هذه الملفات ملهاة لصرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية.والشيء المحزن هو انه حتى هذا الوقت وبعد مرور اكثر من ست سنوات على تولي حكومة الشراكة الوطنية لمقاليد الامور الا ان هذه الحكومة لم تتعلم بعد كيفية حل المشاكل بعكس قدرتها على خلق المشاكل التي لا تضاهيها اي دولة في العالم وليس لها عذر في ذلك حتى لو كانت اربيل ترفض الدخول ببيت الطاعة بسهولة .لقد تحمل الشعب العراقي من المصائب والإذلال, ما لم يجري على اي شعب في العالم وبات على الحكومة ان تلجم رسن مسؤوليها ونوابها وان تلتفت لحل مشاكلها بصمت وهدوء وبعيدا عن الاعلام والتصريحات المتشنجة وليس هناك من داع للخوض في اوحال التسقيط المتبادل لانه نار يحرق الطرفين في وقت عرف الشعب العراقي اصول اللعبة ومن هي الاطراف التي تسعى للمشاكل والاطراف التي تريد ان تعمل لخدمته.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك