المقالات

المالكي يقدم التعازي على روح المرحومة "ام غايب" إلى النجيفي


هادي ندا المالكي

لم يجد رئيس الوزراء نوري المالكي طريقة مناسبة لزيارة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أفضل من الإعلان عن تقديم التعازي من اجل كسر وإذابة جمود العلاقة المتوترة بين الطرفين على خلفية تبادل الاتهامات بين رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب وما تبعها من تدهور العلاقة بين دولة القانون والقائمة العراقية والتي امتدت شرارتها الى ابعد من حدود العلاقة السياسية حتى وصلت الى عداء شخصي بين الرئيسين خاصة بعد انضمام النجيفي الى فريق سحب الثقة عن المالكي ومن ثم التشجيع على طلب الاستجواب في مجلس النواب.ومن المؤكد ان تقديم التعازي امر ينطوي على واجب أنساني والتزام خلقي في مجتمعنا العراقي وهو جزء مهم من موروثنا الاجتماعي والديني والأخلاقي لكن المستغرب في هذا الأمر هو ان الجميع لم يعلم حتى هذه الساعة على ماذا قدم المالكي التعازي إلى النجيفي، بالإضافة إلى ان اي مسؤول عراقي اخر لم يقدم التعازي الى النجيفي حتى هذا الوقت وليس من المعقول ان تقتصر التعازي على رئيس الوزراء والنجيفي الا اذا كانت هذه التعازي تهدف الى إعادة مياه المجاري عفوا المياه الى مجاريها المقطوعة بين النجيفي والمالكي.والتساؤل الذي يتبادر الى الذهن هو لماذا لم يقدم النجيفي التعازي الى المالكي طالما ان الهدف من هذه التعازي هو كسر الجمود وإعادة شيء من الكبرياء وقراءة الفاتحة على بدء صفقة عفوا صفحة جديدة من العلاقات بين الطرفين ومغادرة مرحلة المشاكل وسحب الثقة والاستجواب الى مرحلة معالجة الخلافات والجلوس الى طاولة الحوار الا اذا كان النجيفي يملك من الاحزان الكبيرة على روح المرحوم او المرحومة والتي تجعل من الصعوبة عليه مغادرة أحزانه بسهولة لذا كان الاولى ان يتقدم المالكي بمثل هذه الخطوة الأبوية.غير ان البعض يرى ان مثل هذه الخطوة لا تعدو عن كونها إضافة مأساوية لمستوى تفكير النخب وقادة العملية السياسية والذي يتمحور في قصور الرؤية والانانية وحب الذات على حساب مصالح الناس وعلى حساب مصلحة البلد العليا, لان تقديم التعازي ليس بالامر المهم الذي يتابعه المواطن ويسجل ملاحظاته عليه وعلى مقدار الواجب الذي تم دفعه في هذا العزاء بقدر اهتمام المواطن بمشاكله والسعي الى حلها وليس مهما ان يزور المالكي النجيفي او ان يزور النجيفي المالكي بل سيكون الافضل والاقرب الى نفوس الناس هو من يسعى الى لم الشمل ومعالجة المشاكل ومن يزعل لزعل الناس ويرضى لرضا الناس اما ان يكون الرضا والغضب لشخص المسؤول فهذا يمثل بداية الصعود الى قمة الانكسار والتخلف والتسلط.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي من بعيد
2012-07-15
قرأت في جريدة الشرق الاوسط ان التعازي كانت بسبب وفاة والدة زوجة النجيفي، خطوة المالكي تبين ان الرجل يميز بين العلاقات الشخصية وعلاقات العمل فهو زار النجيفي بهذه المناسبة ولكنه في السياسة يعتبر النجيفي احد خصومة وكذلك النجيفي فهو استقبل المالكي وحسب الشرق الاوسط بحفاوة ولكنه رفض لقاء سياسي بينهما سابقا، واعتقد ان هذا العمل يصب في صالح الديمقراطية العراقية الناشئة، 
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك