المقالات

الكاظمية وحرف السين !!


بقلم: علي لطيف الدراجي.

سنبني ، سنعمر ، سنعيد ، سنرفع ، سنجلب ، ولايقولون سنحلب ، ويبقى حرف السين هو الحرف (الهيرو) الذي يخرج من افواه اصحاب سيل الوعود بلا ملل او كلل حيث بات حرف السين صريع عبارات منمقة ولكنها لاتعرف الطريق الى الحقيقة.وقت طويل مضى ومدينة الكاظمية تعاني الامرين وتدفع عن نفسها بنفسها كل اثقال التقصير والاهمال والتعسف من انظمة كثيرة تستهدف تاريخ وتراث هذه المدينة العريقة ، فكانوا ومازالوا يسددون من جراب ارواحهم العليلة سهام الكراهية الى عنوان خالد ورمز متجذر في نفوس المؤمنين لأنها ارادة الهية لا ارادة انسان غير صادق مع نفسه ولكن ماسر هذه الحرب المكشوفة على جنان اذن الله لها ان ترفع ؟نعي جيداً وندرك حجم الإهمال والتقصير الذي تعانيه مدينة الكاظمية المقدسة من مشاهد الازبال وهي تعلو بدلاً من المباني والمكتبات وتفترش الارض بدلاً من الزهور والنباتات ، وكذلك سوء الخدمات التي لم تصل بعد الى مستوى يليق بمكانة وعظمة الكاظمية.انا ومن ولد قبلي وبعدي في ازقة ومناطق هذه المدينة لانزال نحتفظ في ذاكرتنا الخارطة الجغرافية لمدينتنا فماذا تغير فيها ، وماهو الجديد الذي طرأ عليها ، هل هو المقرنص ، ام (فلكة) المدرسة الايرانية ام ملعب لكرة القدم في منطقة العكيلات ام ماذا .....؟هل هذه هي اضافات عمرانية يمكن ان تحسب على انها مكاسب خدمية او ترفيهية ، وماذا يعني اقامة متنزه صغير او تقليص شيئاً من الرصيف واضافته الى الشارع ، هذا وغيره هو اضافات(خجولة) لأمانة بغداد وحتى لبلدية الكاظمية التي لم تتحمل مسؤولية العمل في مدينة كبيرة ، لابل ان هناك اجراءات عمدت اليها الامانة قد اثرت بشكل سلبي على رونق المدينة عندما خنقت شارع باب المراد بمشروع(ميت) لاقيمة له ، او عندما حولت تسمية شارع الامام زين العابدين(عليه السلام) الى شارع اكد ويبدو انها التفاتة جميلة تحسب لأمانة او بلدية الكاظمية(مومهم) لأنها وجدت ان اسم امام معصوم لايتوافق مع الشكل الحضاري والمودرن لشارع يكتظ بصبايا وشباب كألوان الطيف القمري بميوعة وميلان السنبلة وسط الريح.اذا وضعنا هذه الاعمال التي يعدها البعض(عملاقة) في الميزان فسوف نجد ان كل ماقامت به امانة بغداد لمدينة الكاظمية هو (لاشئ) لأنها لازالت تحلم على (مخدة) ديباج كي لاتتأثر فقرات عنقها(الثخينة) ، اما الكاظمية واهاليها فهم لم يتلقوا الا المزيد من المعاناة والتقهقر وقطار الوعود الذي انتظرناه طويلاً لم يأتي بعد ولم نسمع صفارته ونحن على اعتاب العام التاسع من عمر عراق الامل بهويته الديمقراطية الجديدة.لكن يالجمال حرف السين وهو يهيمن على جملة الوعود التي تنهال علينا كالمطر بلا رحمة وحتى من يريد ان يهرب من هذا الحرف نجده يقول(سنقوم) و(سنعمل) لأنه غير قادر على ترك السين لأنه الحرف الوحيد الذي وجدوا فيه(المنقذ) وخير معين لنفخ جيوب (المصارف) داخل عراقنا الحبيب وخارجه على حسابنا ، فربما(وليش لا) بعد 999 سنة تنهض مدينة الكاظمية بعد ان تنضج الافكار لأن المعالي بحاجة الى صبر وعلينا ان لانترك الجزء المملوء من الكأس وعيوننا(مبحلقة) على حرف السين الذي قد (يصدأ) هو الاخر يوماً ما من كثرة الاستعمال وعندها نجد انفسنا نقيم عليه العزاء وهم سيبحثون عن حرف اخر ولاحظوا انهم لن يفلتوا من حرف السين والدليل(سيبحثون) !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك