المقالات

المحاصصة مسؤولية الجميع.. وليس القوى الكبيرة فقط


بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

شكل "مجلس الحكم" (تموز 2003) وعدد اعضائه 25 عضواً.. ومن اولى الممارسات، ظهرت علائم المحاصصة كانعكاس لواقع اجتماعي تعكسه قوى كبيرة وصغيرة ومستقلة، على حد سواء.كانت اولى مهام المجلس اختيار رئيسه.. ومالت الاغلبية لاختيار السيد بحر العلوم.. بينما فضل اخرون مجلساً مصغراً شبيهاً بـ"مجلس السيادة" للمرحوم عبد الكريم قاسم.

تقرر التصويت على المبدأ. وفاز الرأي الاول.. وحصل اعتراض وتهديد بالانسحاب. فاعيد النقاش، واقر مبدأ التوافق في الامور الاساسية.. اقترح البعض 3 اعضاء كتمثيل للمكونات الكبيرة.. فاعترض المكون الاكبر لغبن يصيبه، واحتج اخرون بان مقعداً واحداً يمثلهم لن يكفي لتوازناتهم الداخلية.. فاتجه النقاش الى 5 ، ثم 7، ليستقر في النهاية عند 9 اعضاء، يتداولونها شهرياً وحسب الاحرف الابجدية. فسارت الامور انسيابية وجيدة عموماً.. وحصل التداول في مواعيده.. وكان "مجلس الحكم" منسجماً عموماً في مواجهة السفير بريمر واطروحاته.. كما كان صبوراً وحكيماً -كافراد وفريق- في ايجاد حلول لوجهات النظر المختلفة بين الاطراف العراقية، التي كانت تصل احياناً لمستويات من التقاطع والتأزم الشديدين.

وجاءت المهمة الثانية لتشكيل الحكومة، وهنا لعب غير الكبار دورهم في زرع بذور المحاصصة. جرى الامر في آب عند رئاسة الدكتور الجعفري.. واستمرت النقاشات للايام الاولى لرئاسة الدكتور الجلبي. كان عدد الوزارات انذاك 23 وزارة.. وكان بالامكان الاتفاق على توليفة تلائم القوى الكبيرة.. لكن المستقلين والقوى الاصغر اصروا على تقديم مرشحيهم ايضاً.. مما تطلب رفع عدد الوزارات الى 25.. ليرشح كل عضو وزيراً. فادمجت وزارات، واضيفت اخرى كالبيئة والمهجرين وحقوق الانسان. رغم ذلك، تشكلت الحكومة خلال اسبوعين، بينما استغرقت في حكومة علاوي شهراً.. والجعفري اربعين يوماً.. والمالكي 9 اشهر، كدليل للتعطيل المتزايد الذي تسببه المحاصصة.. يضاف الى ذلك ان اياً من اعضاء مجلس الحكم، اي اصحاب القرار، لم يرشح للوزارة الاولى، بينما، عند تعمق المحاصصة، تغيرت السلوكيات، لمصلحة اشخاص واحزاب، بالضد من مصلحة المواطن والجماعة والوطن.

فالمحاصصة لم تلد من فراغ.. بل ولدت من واقع معقد بمتضادات يجب تصريفها في قنوات تحقق التوازن والفاعلية في آن واحد. وهو ما اجتهد الدستور لتحقيقه.. الذي بتعطيله، وتغييب او تعطيل مؤسساته وقوانينه، تعمقت المحاصصة لتصبح حاكمة ومعطلة ومتصارعة، دفعة واحدة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-07-13
دكتورنا الفاضل ان كتاباتكم هي نافذة لما يحصل عن ما نحن بعيدون عنه . نرجو الاستمرار لبيان واقع الحال وما الت اليه الامور لكم منا فائق التقدير والاحترام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك