المقالات

جسور الثقة


جواد العطار

انتهاء قضية سحب الثقة عن رئيس الوزراء بتفتت تجمع ال ١٦٠ الذي تشكل على اثر اجتماعات اربيل والنجف الاشرف؛ بعد انسحاب التيار الصدري منه .. قسم المشهد السياسي الى شطرين : بقايا القائمة العراقية وائتلاف الكتل الكردستانية من جهة؛ والتحالف الوطني والكتل الصغيرة المؤيدة لبعض مواقفه من جهة اخرى .ان تغير مستوى التحالفات وتحول بوصلتها القى بمسؤولية مضاعفة على عاتق التحالف الوطني الذي نهض بالمهمة وشكل لجنة للاصلاح مكونة من سبعة اعضاء يمثلون مكوناته الرئيسة مهمتها تقديم ورقة تستجيب لمتطلبات الخروج من الازمة الحالية مثلما تستجيب لمطالب الكتل السياسية في الشطر المقابل .. لكن مبادرة التحالف في تشكيل لجنة الاصلاح يؤشر عليها التالي :1. انها جاءت متأخرة ، وكان المفروض ان تكون سابقة لهذا التوقيت ولتطورات الظرف الحالي ، سواء في سحب الثقة او الاستجواب او حل البرلمان ودعوة الانتخابات المبكرة .2. ان تشكيل اللجنة في هذا الوقت المتأخر من عمر الازمة السياسية يعني احد امرين : اما ان التحالف الوطني كان فاقدا للديناميكية المطلوبة في الفعل ورد الفعل؛ او انه قبل بامر اللجنة على مضض .3. ان تقديم اللجنة مشروعا للاصلاح السياسي يعني ان هناك خلل وثغرات بحاجة عاجلة للمعالجة ، وهو ما يدعو للتساؤل عن سبب سكوت الكتل السياسية كافة طوال الفترة الماضية على الخلل دون معالجته .ان لجنة الاصلاح وقراراتها ليست شأن داخلي للتحالف الوطني بل هي مبادرة موجهة للقوى السياسية الاخرى رغم كل الملاحظات عليها .. وبالتالي ينبغي التعامل معها بجدية وواقعية تقرب مواقف الكتل السياسية وتلاقح أفكارها ورؤاها وأهدافها بما يشكل خروجا حقيقيا من واقع الأزمة المستمرة والمتوالدة التي تعصف بالعملية السياسية منذ الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت قبل اكثر من عامين . واذا كانت افضل الطرق وايسرها للحل ليس في تقديم اوراق ومقترحات ومشاريع الاصلاح في التوازن او تحديد الصلاحيات او اقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء او في تسمية الوزراء الامنيين فحسب؛ بل في مد جسور الثقة التي تضررت مع القوى السياسية .. فان طريق الاصلاح هو نفسه طريق الشراكة وصنع القرار ، والاحرى بلجنة التحالف الوطني لو ارادت لعملها النجاح وتوصياتها القبول ان تشكل مع الآخرين لجنة موحدة؛ لا ان تعمل منفردة بداية ومن ثم تتجه لتحاور القوى السياسية الاخرى .. كل على حدة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك