المقالات

لا تخدعكم دولة القانون بإصلاحاتها


هادي ندا المالكي

الى هنا انتهت آخر محطات الأزمة السياسية التي يعيش فصولها الشعب العراقي بكل ألم وحسرة عند بوابات الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها التحالف الوطني للخروج من الأزمة السياسية الشائكة والتي أعقبت إتفاق أربيل الثلاثي المطالب بسحب الثقة عن المالكي وحكومته المتهالكة والغائصة في مستنقع الخلافات والضعف والفساد واللامبالاة.

وقد يكون لقوة التحالف الثلاثي المطالب برأس المالكي دوراً أساسياً في إجبار التحالف الوطني وليس دولة القانون للسعي الجدي والتفكير بوضع الحلول والخروج من المأزق الذي تعيشه الساحة السياسية العراقية،لذا جاءت فكرة تشكيل لجنة الاصلاحات من قبل الهيئة السياسية للتحالف الوطني والتي من مهام عملها إعداد ورقة لتحديد أولويات الاصلاحات وعرضها على فريق الادعاء العام المكون من ثلاثي أربيل المتناقض من أجل الوصول إلى مشتركات في هذه الأولويات والعمل على وضع سقوف زمنية لتنفيذها.

غير ان كل ما يقوم به التحالف الوطني قد لا يرقى الى مستوى الواقع الفعلي والرغبة الحقيقية من قبل دولة القانون التي لا تزال تماطل وترفض تقديم التنازلات حتى هذا الوقت بل هي مزهوة وتشعر بنشوة الفوز والانتصار على خصومها، ومن يشعر بالفوز والانتصار لن يقدم على اعطاء تنازلات الى الخصوم.

ومبعث نشوة دولة القانون وتمنعه من النزول عند رغبة الآخرين هو ما يعتقده من كسبه لرأي الشارع العراقي أولاً ولحصوله على دعم وتعاطف العسكر ثانياً، خاصة بعد أن أقدم على إعادة الضباط البعثية الى الخدمة من أبناء محافظات صلاح الدين والموصل والرمادي وديالى، والأهم من كلّ ذلك هو تفكك معسكر أربيل الشمالي بعد تبدل أحوال التيار الصدري وتراجعه عن وعوده وعهوده التي قطعها على نفسه لحلفائه المغفلين، إضافة الى تصدع التحالف الثلاثي داخلياً وخارجياً وظهور بوادر خلافات بين أركانه الأساسيين من جهة وبين أطراف الكتلة الواحدة من جهة أخرى، كما هو الحال في الخلافات غير المعلنة في التحالف الكردستاني والخلافات المعلنة في القائمة العراقية وهذه كلها تصب في خانة رئيس الوزراء الذي يعتقد ان طريقه الى النجومية لا زال معبداً بالنرجس والفل والياسمين، وان سوط إذلال خصومه يجب أن يستمر دون رحمة او هوادة وما يقوم به التحالف الوطني ليس معنياً به لا من قريب ولا من بعيد وربما ستكون لجنة الاصلاحات فكاً تفترس دولة القانون به الوقت وتقضم أيام خصومها الى ان تنتهي المدة المتبقية وبعدها لكل قفل مفتاح يجيد المالكي سنه او شراءه.

لهذا لم يبتعد الكثير من اعضاء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني في تفائلهم بلجنة الاصلاحات التي أعلن عنها التحالف الوطني واعتبروها حلقة من حلقات إضاعة الوقت والتسويف والمماطلة وان طريقهم لاستجواب المالكي تحت قبة البرلمان سيبقى الخيار الأوحد لثنائي أربيل بعد ان ترجل التيار الصدري عن صهود بارزاني وعلاوي وترك سرجه فارغاً شأنه كل مرة في تحالفاته مع الآخرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك