المقالات

لا غرابة من التجسس


خضير العواد

عندما تناقلت وكالات الأنباء خبر تجسس أحد الوزراء الى دولة الكويت لم ينتابني أي أستغراب لأننا في العراق ، والذي يحكم هذا البلد ثلاث مجاميع هم الكرد( التحالف الكردستاني) والسنة ( العراقية ) بالإضافة الى الأغلبية الشيعية ( بمجاميعها الثلاث ) ، فالكرد قد أستقلوا في شمال العراق ويتصرفون كدولة ولايمكن للحكومة المركزية أن تتدخل في شؤون حكومة الأقليم ، فعلاقاتهم الخارجية جيدة مع أغلب الدول وهذا يؤكده فتح القنصليات ( السفارات) والعلاقات الاقتصادية مع دول العالم أفضل من علاقات الحكومة المركزية وما ابرام العقود مع الشركات الأجنبية إلا أصدق دليل بالإضافة الى العلاقات التجارية مع أغلب دول العالم وخصوصاً تركيا ، أما الجيش فالكرد يشترون مختلف أنواع السلاح بالإضافة الى سيطرتهم على أسلحة العراق الثقيلة والخفيفة ، وإذا رفضت الحكومة المركزية لأي مطلب كردي فالويل كل الويل لرئيس الوزراء ويجب أن يستقيل أو يغير بالقوة والشواهد كثيرة نعيشها بين فترة وأخرى ، ويشترك الكرد معك في تكوين الحكومة وكذلك سيطرتهم على الكثير من المراكز الأمنية فهل يعقل أن يشارك أبناء أقليم كردستان في المراكز الحساسة للحكومة المركزية بدون نقل أي معلومات لحكومة الأقليم ؟؟؟؟؟؟؟؟ أما الأخوان السنة ( العراقية ) الذي أبعدوا عن الحكم بالقوة وخسروه ثانياً بالديمقراطية وشاركوا فيه بالمصالحة الوطنية ، والذين يأخذون كل دعمهم من الدول العربية وتركيا ويحاولون هؤلاء الجميع بابعاد الشيعة عن الحكم عن طريق إفشال العملية السياسية بأي طريقة كانت وهم أصحاب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، وقد أثبتت الأيام بأن أكثر العمليات الأرهابية كانت بقيادة المشاركين في العملية السياسية من أخواننا أهل السنة كألديليمي والجنابي والداييني والهاشمي والذين متهمون بالأرهاب ما أكثرهم كالعيساوي والجبوري والسامرائي وغيرهم كثير ، أما الذين ينقلون المعلومات الى الدول التي تتدخل بالشأن العراقي فما أكثرهم ففي مقدمتهم النجيفي رئيس البرلمان الذي لايستطيع أن يصبر شهراً بعدم اللقاء بأردغان وكذلك الهاشمي والعيساوي والمطلك والمولى و العاني والسامرائي فهؤلاء اغلب إجتماعاتهم في دول الجوار وحواراتهم مع مسؤوليها أكثر من رفاقهم في العملية السياسية ، فهل يعقل من يمثل هؤلاء في الحكومة المركزية يحفظ السر ويصون الأمانة وهم الذين فعلوا ما فعلوا لكي يدمروا العملية السياسية وهذا ليس سر بل تصريحاتهم وما أكثرها تعلن بما يريدون ، ومع كل هذه الأجواء المملؤة بالشوائب التي تدير البلد يكبر خطر الفساد الإداري الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب أو الذين يخططون لضرب العملية السياسية ، فعملية سياسية بهذا المستوى هل تتعجب إذا كان وزير ينقل أسرار الحكومة الى دولة الكويت فالعجب كل العجب إذا كانت أسرار الحكومة لا تنقل الى دول الجوار ورفاق الدرب لم يتركوا شئ إلا وفعلوه من أجل تحقيق حلمهم في العودة الى قيادة العراق ، ولكن هناك متسع من الوقت لتصليح الأمر وإرجاع القطار الى سكته الصحيحة وهذا لا يتم إلا بتطبيق القانون على الجميع بدون إستثناء بدون إستثناء أما إذا بقت المحاباة والمصالحة الوطنية والمشاركة الفعلية في الحكم وغيرها من العناوين التي لم تجلب الى العراق وأهله إلا العناء والقتل والدمار عندها سيعودون لا محال ولا تقل هذا الحزب وهذا التنظيم وهذا القائد الجميع لاينفع بدون تطبيق القانون ثم القانون ثم القانون وإذا طبق القانون عندها لا تسمع بالإرهاب أو التجسس أو الفساد الإداري فهذا هو مخرج العراق من معاناته لا غير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك