المقالات

كلشي بوطنه ذهب


خميس البدر

ليس غريباً أن نجد التجربة العراقية الجديدة وقد أصبحت مثار اهتمام دراسة وتحليل وارض خصبة لمراكز الأبحاث العالمية في مجال بناء الدولة الحديثة، وعلى كل المستويات الاجتماعية والثقافية والحريات الفردية والتغيرات السياسية والتطورات الأمنية كونها تجربة ديمقراطية تأتي بعد تحول قام على أنقاض ديكتاتورية والدولة المركزية المستبدة وفي منطقة حساسة من العالم، وليس غريباً أن تخرج نتائج هذه الدراسات سلبية وفي الأعم الأغلب منها حتى وصلت في دراسة أخيرة لأحد مراكز الدراسات الأمريكية مع إحدى وكالات الأمم المتحدة إلى الصفر في تقييمها لمجالات التنمية وإدارة الدولة والاستفادة من الأموال والموارد البشرية الهائلة في العراق، حيث أكدت هذه الدراسة ان ما يقوم به العراق هو هدر وتبديد والعمل في الفراغ كما بينت عجز الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية عن إدارة البلاد أو الاستفادة من الموارد البشرية الهائلة، وإنها لم تدرك آليات الإدارة الحديثة وبقت في تراجع خاصة في مناطق الجنوب والوسط كون الدراسة لم تشمل إقليم كردستان كما أشارت الدراسة إلى الهدر الكبير في الأموال والذي تخطى أرقام هائلة تجاوز مئات المليارات من الدولارات على لاشيء مستثنية ما حدث في المجال الأمني من تحسن أمّا عداه فلا شيء، ان ما حصل على المستوى الخدمي والبنى التحتية في العراق هو لاشيء وصفر على الشمال مع ان ما على اليمين يحمل ويسجل ميزانيات انفجارية لم يشهد العراق لها مثيل، وهو لا يتناسب مع الدمار الذي نالته هذه المناطق والحيف والظلم الذي لحق بأبنائها إبان حكم البعث العفلقي، ولسنا بصدد تقييم أو الأخذ بهذه الدراسة بقدر ما نأخذ منها نتيجة لمسناها على ارض الواقع ان ما قامت و تقوم به هذه الحكومة والحكومات المتعاقبة هو لاشيء والنتيجة صفر من الخدمات و البنى التحتية و التخطيط وما يقابله مليارات من الدولارات ترليونات من الوعود والكلام البالوني وبناء كارتوني وحتى ما هو على الورق لا يؤهل العراق ان يكون في مصاف الدول النامية، ناهيك عن الدول المتطورة ولا أكون مجحفاً أن قلت إن هذه النتيجة يلمسها من يدخل العراق في بوابات المنافذ الحدودية ونلمسه في مشاهد حجر الأساس لكلّ مشروع وكيفية التعامل معها كأبواب لاستنزاف الأموال لا كمصادر للتنمية كما يمكن لأي إنسان بسيط هنا بغض النظر عن أية دراسة عالمية يخبرك عن قناعته من جدوى الصرف الحكومي، فانه قد أعلن يأسه من شيء اسمه خدمات بلد يعيش فيه الكفاءة بلا عمل ويساوى فيه بين الجميع في فرص التعيين وبطريقة القرعة وهي وان كانت تلبي رغبة المواطن للخلاص من الفساد الإداري والمحسوبية والانتهازية لكنه لن ينهض, بلد لا توجد فيه قيمة للإنسان كانسان, بلد لا تحترم فيه التوقيتات لنهاية العمل وانجازه لا يتطور كما ان حكومات متعاقبة لم تسلم أو تنجز حساباتها الختامية لكلّ الميزانيات منذ 2003، كيف تنتج وتقوم بمهامها هذا أمر متروك للحكومة وكيف تقيم نفسها قبل ان يقيمها في النهاية تخلص الدراسة بأن على الحكومة وحكومات المحافظات أن يستعينوا بفرق إدارة وكوادر تخطيط وتنسيق ومراكز بحثية أوربية للمساعدة في العمل وان هذه التجربة يمكن أن تختصر المسافات والوقت ويمكن ان نشاهد في العراق عملية تنمية خلال أعوام قليلة، فهل الحكومة مستعدة ان تتخلى عن منهجها السقيم وفرقها الاستشارية والتي تحولت إلى طفيليات تعتاش على مأساة هذا الشعب وهل وصلنا إلى النتيجة المؤلمة والحقيقة المرة والتي طالما تجاوزناها وسكتنا عنها بأن الاستمرار بهذه الطريقة معناه إننا صفر وبعبارة أكثر جمالية وفيها مساحة من الأمل كلشي بوطنه ذهب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك