المقالات

هل صحيح ان مستوى الخدمات في العراق صفراً ؟؟


حيدر عباس النداوي

كشفت بعض الوكالات ومراكز التخطيط والرصد العالمية عن تفاصيل حقيقية للواقع الخدمي والمعاشي الذي عاشه ويعيشه الشعب العراقي خلال السنوات التي أعقبت تغيير النظام البعثي وصرف مئات المليارات من الدولارات مع عشرات المليارات من المساعدات الدولية النقدية والعينية، مستثنية من ذلك إقليم كردستان وهو واقع حقيقي علينا الاعتراف به شئنا أم أبينا.ورغم أن الدراسة العالمية شخصت أسباب هذا البؤس في مستوى الخدمات المقدمة للشعب العراقي وضياع مئات المليارات من الدولارات من أموال هذا الشعب بعجز الحكومات المحلية والحكومة المركزية عن فهم آليات الإدارة الحديثة، واستغلال الموارد المالية لتحقيق التقدم هو تشخيص منطقي، إلا ان هناك عوامل أخرى سببت هذا التخلف وهذا الانحدار من أهمها الفساد المالي والإداري والسياسي الذي ينخر بكلّ مفاصل الدولة مع وجود خلل وضعف كبير في جهاز الدولة التشريعي والرقابي وكذلك عدم استغلال الموارد البشرية والكفاءات العراقية بصورة صحيحة، والاعتماد على نظام المحاصصة والمحسوبية مما تسبب بفقد هذه الطاقات وهذه الإمكانيات، أما بسفرها خارج العراق أو الانزواء والعمل في مفاصل ليس لها علاقة بمجال العمل أو التخصص.ومن الأمور التي تزيد الحسرة وتشعل نيران الهم والكمد في هذه الدراسة هو ان محافظات الوسط والجنوب ما زالت هي الخاسر الأكبر في لعبة التغيير والتطوير، وإنها لم تجنِ في سنوات الديمقراطية غير حصاد الرياح والفراغ رغم انها تعوم على بحار من النفط وخزين هائل من الغاز الطبيعي وثروات الزراعة والسياحة والآثار، ويمكن للمطلع أن يلحظ إن هذه المحافظات تعيش عالم عصر ما قبل الثورة الصناعية في أوربا قبل مئات السنين، فلا الشوارع ولا البنى التحتية ولا مشاريع الماء والكهرباء ولا حتى تفكير الإنسان وشكله ينبأ بأنه يعيش في القرن الواحد والعشرين، وانه ينتمي إلى الكرة الأرضية التي توجد فيها أربيل والسليمانية وطهران وعمان على أقل تقدير، لأن مقارنتها مع العواصم الأخرى ظلم وتجني كبير.سيبقى العراق بعيداً كل البعد في السير بطريق الوصول إلى أطراف المدن العربية والعالمية الحديثة، وستتناثر مئات المليارات التي يسمع بها الشعب العراقي ولم يجنِ منها غير الحسرة والألم بين امتيازات أعضاء مجالس النواب ورواتبهم التقاعدية وسفرات علاجهم المجانية وايفاداتهم المكوكية، ومخصصات رئاسة الوزراء الهائلة والتي تستغل لصالح شخص رئيس الوزراء من أجل شراء الذمم ومجالس الإسناد والتصدق على الأرامل واليتامى والاهم من ذلك هو الفساد المالي والإداري وانتشار الرشوة والمحسوبية والمحاصصة وضعف الجهاز الرقابي.إنّ المواطن العراقي تقع عليه مسؤولية كبيرة في تغيير قدره بعد ان أضاع ثمان سنوات يركض خلف سراب لم يجنِ منه غير الرياح والفراغ حتى وصل مستوى الخدمات إلى دون الصفر لأنه أضاع مئات المليارات دون أن يحقق التقدم في جانب واحد على أقل تقدير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك