المقالات

وما عاقل باع الوجود بدين..يا دولة القانون!!

736 15:36:00 2012-07-05

هادي ندا المالكي

مرةً أخرى تعود دولة القانون إلى طرح موضوع اعمار العراق من خلال آلية الدفع بالآجل بحجة ان إعمار العراق يحتاج إلى مبالغ إستثنائية وشركات عالمية كبرى، وان المبالغ التي تخصص في الموازنات المالية الحالية لا تفي بالغرض، كما ان الشركات التي تعمل حالياً في العراق غير مهيأة للنهوض بهذه المهمة العسيرة وإعادة تأهيل البنى التحتية وبناء الوحدات السكنية وشبكة الطرق العنكبوتية والموانئ والمطارات وناطحات السحاب والوصول إلى الفضاء.ومن الواضح أن العنوان العام لمبرّرات دولة القانون لإستقدام الشركات الأجنبية والعمل في العراق وإنجاز المشاريع المهمة والعملاقة والإستراتيجية، دون أن يدفع العراق أي مبلغ الا بعد اتمام هذه المشاريع امر منطقي ويدعو الى الموافقة دون الخوض في التفاصيل، الا ان هذه المبررات تجد من يقف في وجهها بقوة ودون تردد وكما حدث في الدورة الانتخابية السابقة وبين هؤلاء وهؤلاء تطرح جملة من التساؤلات التي تشكك في توجهات أصحاب الدفع بالآجل.وقبل ان نخوض في أسباب الرفض من قبل بعض الكتل السياسية لمبدأ الدفع بالآجل يتهم هؤلاء دولة القانون بالسعي إلى طرح هذا الموضوع مع قرب موسم الانتخابات واتخاذه ذريعة في تحميل الرافضين مسؤولية فشل الدّولة في تقديم الخدمات أو البدء بإعادة إعمار العراق، بينما تتجسد الحقيقة في فشل الدولة وعدم قدرتها على إدارة الملفات المهمة بسبب غياب التخطيط والرؤية الصحيحة وتفشي الفساد المالي والإداري.وعودٌ على بدء، فإن رفض بعض الكتل السياسية لمشروع الإعمار بالآجل مرده هو ان هذا المشروع سيكلف موازنة الدولة أموال طائلة ستستفاد منها الشركات الرأسمالية، وستبقى الأجيال القادمة تدفع هذا الثمن الباهض الى ما لانهاية هذا أوّلاً، وثانياً ان المشكلة ليست في شحة الأموال والدليل هو ان معظم الوزارات والحكومات المحلية تعجز عن صرف كل موازناته السنوية وتضطر الى اعادة القسم الكبير منه وهو ما يطلق عليه المبالغ المدورة، وثالثاً ان على الدولة التركيز على قطاع النفط والغاز وزيادة الاستثمار الذي من شأنه أن يؤدي الى زيادة الأموال العراقية وبالتالي استثمار هذه الاموال في الدفع العاجل الذي لا يكلف الموازنة العراقية أموال اضافية مضاعفة تدفع كضرائب للشركات العملاقة والاهم من هذا هو ان التعويل على انتاج النفط لسداد شركات الدفع الآجل امر قد يؤدي الى خسائر مضاعفة فيما لو تراجعت أسعار النفط.إن اعتراض البعض على الدفع بالآجل أمر منطقي لأنه ليس من الصحيح بيع مستقبل شعب بحاضر يمكن شرائه بقليل من الصبر والعمل والدفع العاجل ونظافة اليد.أتمنى أن يكون البرلمان بمستوى المسؤولية ولا يرهن مستقبل الأجيال العراقية بفكرة طارئة لأن الحكمة تقول"وما عاقل باع الوجود بدين".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن عراقي
2012-07-06
السلام عليكم البناء بالاجل هو بناء ما يمكن ان يعطي مردود مادي وارباح لغرض سد مبالغ الاجل والا يبقى العراق مؤبوط بديون وارباح عليها وتكون المصيبة عظيمة ومستقبل اظلم هذا ما يفعله الاستعمار قبل احتلال الدول اقرأوا التاريخ وكيف يتم احتلال البلدان ان العراق ليس بحاجة الى اموال لان مصدر الاموال ليس صعبا على العراق لذلك يمكن بناء مشاريع وتأهيل المشاريع
ابو هاني الشمري
2012-07-06
اخي هادي: لا طروحات الذي يريد البناء في الآجل صحيح ولا طرح الذي يمنع الفكرة صحيح ... الصحيح هو ان تحدد اولويات بالمشاريع الستراتيجية للبلد من خلال ماتعرضه المحافظات من حاجتها لتلك المشاريع والتي تؤثر على نهوضها خلال فترة لاتتجاوز سنتين ومن ثم يصار الى اختيار المهم منها فعلا من خلال لجنة خبراء وبعدها تمنح تلك المشاريع للاستثمار والدفع بالآجل ... وبذلك نكون سرنا في الطريق الصحيح .. فليس من الصحيح ان ننتظر حتى يزداد انتاج النفط لاننا لو عملنا اليوم فسنتمكن غدا من الدفع حينما يزداد انتاج النفط.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك