المقالات

تسريب الأسئلة الامتحانية جريمة كبرى وفساد طائفي


هادي ندا المالكي

مرت حادثة تسريب أسئلة امتحانات الصفوف المنتهية للثالث المتوسط والسادس الإعدادي في محافظات دون غيرها مرور الكرام من قبل المؤسسات التشريعية والرقابية والإعلامية، وكأن شيئاً لم يكن، حتى ان المتابع يصاب بالدهشة والحيرة لتغاضي الحكومة والأجهزة ذات العلاقة عن تجاهل مثل هذا الموضوع الخطير وقد يكون الأسوأ من كل هذا هو الإنكار المفضوح من قبل وزارة التربية في وقت توقعت بعض المصادر النيابية من تحقيق بعض المحافظات لنسب نجاح عالية بسبب تسريب أسئلة الامتحانات.وان صحت هذه الحادثة فأن على لجنة النزاهة النيابية وهيئة النزاهة ومكتب المفتش العام التأكد من هذا الموضوع وفتح تحقيق جدي لمعرفة الجهات التي سربت الأسئلة ولماذا في محافظات دون غيرها من اجل اتخاذ الإجراءات الصحيحة والكفيلة والسريعة لمعالجة الموضوع وإحالة المتسببين إلى القضاء بتهم سوء استغلال المنصب وجرائم ضد الإنسانية، لأن من يقوم بمثل هذه الأفعال يهدف إلى تمرير أجندة طائفية مقيتة تؤدي بالنتيجة إلى مصادرة جهود طلبة المحافظات الأخرى والتي حصلوا عليها بجهودهم الخالصة دون غش أو تزوير.إنّ تسريب أسئلة الامتحانات بطريقة منهجية يمثل إرهاب فكري يراد منه خلق حالة من عدم التوازن في توزيع الاختصاصات الطبية والعلمية واقتصارها على طيف معين دون الطيف الآخر، وبالتالي وضع ركائز التأسيس للمرحلة المقبلة حتى يتم فيها احتكار هذه الاختصاصات وترك الاختصاصات غير المهمة لأبناء "الملحة"وهو نفس منهج النظام ألبعثي البائد الذي حاول طوال فترة حكمه الدموي والطائفي أن يخلق فجوة بين أبناء المجتمع من خلال تفضيل محافظات على محافظات أخرى.إن إجراء تحقيق فوري وجدي في قضية تسريب الامتحانات أمر لا بدّ منه لغرض التأكد من صحة هذا الأمر فان ثبت بالدليل القاطع فما على هذه الجهات إلا ان تعيد الحق إلى أهله وتفضح السماسرة والطائفيين وتلغي نتائج المحافظات التي قامت بمثل هذا الفساد وتعتبرها سنة رسوب، مع إحالة المتسببين إلى المحاكم المختصة لينالوا جزائهم العادل، والأهم من هذا هو إقالة الوزير وتسليم الوزارة إلى جهات مستقلة ليست لها علاقة بهذا الطيف أو ذاك.إنّ المؤسسة التربوية مؤسسة مقدسة لكن إشباعها بالفساد والنفس الطائفي يجعلها معسكر خلفي لتخريج العصابات والمجرمين الذين سيهدمون كل ما تم تشييده طوال قرون عديدة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك