المقالات

حسابات أهملها من ينادون بالانتخابات المبكرة..

532 11:17:00 2012-07-03

سعيد ألبدري

قد يتراءى للبعض من رواد الأزمة والمطبلين لها أن الحلول التي يتحدثون عنها أفكار عبقرية أنتجتها قدراتهم السحرية وجهودهم الذاتية فراحوا يتحدثون عن أمور باتت في قرارة أنفسهم من المسلمات، كونهم الأقدر على تسييرها وجعلها أمر قابل للتحقيق من غيرهم ومنها عملية إجراء الانتخابات المبكرة ولا شك ان الذهاب إلى الانتخابات المبكرة وحل مجلس النواب وتحويل الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال يحتاج إلى دراسة واقعية لظروف البلاد، متشدقين بأعذار واهية من كون هذه الخطوة دستورية ولا جدال فيها متناسين أنهم ضربوا الدستور عشرات المرات في غير هذا الموضع وكان هذه الوثيقة المسكينة التي يصرون على إقحامها في نزاعاتهم كلما اشتهت أنفسهم فصلت على مقاساتهم ووضعت لتلبية رغباتهم لا غير, وعلى الرغم من ان طرح مثل هذا الأمر وجعله واقعاً يخدم بلا أدنى شك بعض القوى الوطنية المخلصة كالمجلس الأعلى الإسلاميّ الذي رفض ان يكون تابعاً لشخص ومزاج سياسي معين وشركاء في اتفاق يعتقدون ان خيانة للشعب كاتفاق أربيل، إلا أنّ المجلس يرفض من حيث المبدأ في الوقت الحاضر ان يكون إجراء هذه الانتخابات بديلاً عن الحوار المؤدي لحلول معقولة، فعملية مثل هذه محفوفة بالمخاطر سيما وان مفوضية الانتخابات تؤكد عدم قدرتها على إجراء انتخابات مجالس المحافظات قبل عشرة أشهر من الآن لأسباب فنية ومالية ولوجستية مما يجعل اللجوء إلى مثل هذا الخيار ضربا من ضروب العبث، وينذر ان تم اللجوء إليه إلى جر الشارع وتحشيده باتجاه الانقسام على متبنياته الطائفية ومنطلقاته التي قد تستغل من هذا الطرف او ذاك، كما ان الأمر ليس بالبساطة التي يصورها هؤلاء في الوقت الراهن على الأقل ان اللجوء إلى خيارات أخرى كالحوارات والمحادثات بين كافة الفرقاء السياسيين واتخاذها طريقاً لحل الأزمة هو الحل الأمثل وان استنفذت المحادثات أهدافها عند ذاك لابدّ من ان تكون هناك متبنيات اقل حدة تسهم في رأب الصدع وتضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية تجاه التزاماتهم بما قطعوه من وعود تجاه الشعب وهنا نعتقد ان الذين يريدون الذهاب إلى الانتخابات المبكرة لإنهاء الأزمة السياسيّة الحالية لم يحسبوا الأمور بحسبة بسيطة لنظرتهم تجاه هذا الحل وتؤكد في الوقت ذاته عجزهم عن الاتفاق على إمضاء تشريعات وقوانين تؤدي إلى تحقيق هذا الغرض خصوصاً مع علمنا أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تشريع قانون الانتخابات وتعديلاته وقانون الأحزاب، لذلك فهم لم يريدوا أن تكون الحلول مكتملة ليلجئوا إلى الترقيع والتوافقات الكتلوية التي تخدم مصالح من هم بالسلطة الآن، بينما تهمل حقوق بقية القوى وجماهيرها بعد القيام بمثل هذه المحاصصات الجائرة كما ان ذلك يكشف بلا أدنى شك أنهم يريدون ان تستمر الأزمة الى أطول فترة ممكنة ليتمكنوا من تمرير غاياتهم وسط حالة الفوضى التي ينشرونها في كل مفاصل الدولة العراقية، مما يعني أنهم لم يضعوا حلول الأزمة الراهنة في أعلى سلم أولوياتهم والغريب في نظرتهم الحالية هو غرورهم السياسي وتأكيداتهم الكارتونية التي يعولون عليها في امتلاكهم الساحة متباهين بقدرتهم الخرافية على اجتياح المنافسين في وقت ان الحسابات الحقيقية التي يجب ان يحسبوها ليست كم يكسبون من أصوات الناخبين حتى حلول موعد الانتخابات بل كم خسروا وتراجعوا بفعل استمرار الأزمة كونها ولدت إحباطاً متنامياً في الأوساط الشعبية التي بدأت تردد بقوة (شوكت نخلص من عدكم).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك