المقالات

العقدة السياسيّة وتفقيس الأزمات


حيدر عباس النداوي

يبدو أنّ خارطة الواقع السياسي في العراق تسير باتجاه تفجير الموقف الداخلي والسير الحثيث نحو بوابة الفوضى الخلاقة والفراغ والاحتراب السياسي والطائفي مع وجود مؤشرات كثيرة تنبأ بهذا المستقبل المحزن والذي تعمل على تهيئة الظروف المناسبة له الاطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية دفعا وكأنها عروس تزف الى حبيبها في ليلة بدرها.والأمر المستغرب والذي لا يوجد له أيّ تفسير هو هذا العداء بين الأطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية وكأنهم لم يلتقوا يوماً على طاولة التفاهمات والحوارات وعقد الصفقات وعلى توزيع المناصب في حكومة اقسم الجميع فيها على الولاء للوطن والمواطن والعمل كخلية واحدة من أجل تقديم الخدمات وبناء بلد لم يبقَ شيء فيه يشير إلى انه ينتمي الى عالم القرن الحادي والعشرين غير الاسم والفساد، لكنّ الجميع في هذه الحكومة تناسوا قسم الولاء للعراق وتذكروا انهم ينتمون الى الكتل والتيارات والمناصب التي اوجدتهم في ظروف الانتماءات الضيقة وشرع كل طرف يجمع الملفات والأخطاء ضد الطرف الآخر من أجل أنّ يشعل ناراً لن تنطفأ إلاّ بعد ان تحرق الأخضر واليابس.إنّ جميع شركاء حكومة أربيل بمن فيهم ثلاثي أربيل الناقم ارتكبوا الاخطاء تلو الاخطاء ابتداءً من صفقة تشكيل الحكومة وانتهاءً برغبتهم في الاطاحة بالحكومة التي شكلوها دون ان يتوقفوا في محطة واحدة خلال الفترة الماضية لمراجعة الاخطاء والاسباب التي أوصلت الوضع السياسي الى ما هو عليه الآن.لقد أفرزت الازمة السياسيّة التي اعقبت رغبة سحب الثقة عن حكومة المالكي من قبل ثلاثي أربيل ان الاطراف المتصارعة لا تمت الى الشعب العراقي وهمومه بصلة فالحكومة التي يترأسها شخص المالكي ليس لها من هم سوى المحافظة على كرسي الحكم مهما غلى الثمن واستمرت المعاناة وهو على استعداد للتمسك بهذا الوثن حتى لو تحالف مع الشيطان ومن دواعي سروره تفقيس الأزمات وتكاثرها لأن الازمات مصدر قوة وديمومة في مجتمع لا يحسن غير صنع المجرمين والطواغيت يقابل ذلك ان الاطراف المعارضة كانت المعين الأساسي لخلق ديكتاتور جديد بسبب فشلها في توحيد مواقفها واتخاذ القرار الصائب والسريع للتخلص منه.ان ازمة سحب الثقة وان لم تنتهِ إلاّ انها خلفت مضاعفات وصلت حدودها حد العقدة السياسية التي يصعب حلها بعد ان تركت ورائها بؤر للخلافات يمكنها الانشطار والتكاثر بطريقة تشبه تكاثر وانشطار الطفيليات العفنة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك