المقالات

حساسية المشهد وخطورته


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

في كل الاحوال تدلل المؤشرات على ان العملية السياسية العراقية تسير وفق الاتجاهات المرسومة لها حتى وان كانت طبيعة المسير تتصف بالبطئ بعض الشيء ونعتقد ان البطئ هذا يعد انجازاً مهماً فالمفترض وفق التداعيات والمعرقلات والتحديات التي تواجهها العملية السياسية في العراق هو التراجع او الانكفاء بحسب القوانين السياسية والميدانية التي تقوّم وفقها التجارب بالعالم. وهذا ما يجعلنا والآخرين معنا ينظرون بدهشة وذهول الى قدرتنا في التصدي والمواجهة والتشخيص الذي عادة ما نعتمده اساساً في حساب عملية العلاج لكل تلك التصدعات.

القضية العراقية والمشهد العراقي ربما تفرّد عن غيره من المشاهد الاقليمية والدولية بمجملها بما فيها ما يجري في فلسطين وافغانستان، ونعتقد ان هذا التفرّد يعتبر تحصيل حاصل للتفرد الذي يطبع الاتجاهات القومية والاثنية والطائفية والفكرية والسياسية التي تحيط بالعراق، وكما هو معلوم فان التعددية الايدلوجية الاقليمية باتت ترمي بظلالها الكثيفة على المشهد العراقي ذو الطبيعة التعددية ايضاً ومن هنا فان المتابع بات يرصد بسهولة بالغة ان تداخلاً غير عادي قد حصل بين ما هو محلي وآخر اقليمي ودولي وهذا ما يبدو واضحاً جداً في التحرك السياسي والميداني الاقليمي والدولي انطلاقاً من المحلي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، فواشنطن وان كانت مصنفة ضمن العوامل الخارجية في المعادلة العراقية، لكن الواقع السياسي والامني يضعها في مقدمة المعادلة او المشهد المحلي نظراً لثقل قوتها العسكرية في العراق وكذلك نتيجة للحسابات السياسية التي تتكون منها الخريطة السياسية في المنطقة.

هذه المسألة لا تنفرد بها الولايات المتحدة وحدها، انما هنالك دولاً اخرى بعضها اوربياً وآخر اسلامياً او عربياً او شرق اوسطياً باتت لها جميعاً اجندتها الخاصة بالعراق، الامر الذي ادخل عاملاً آخر يوازي في خطورته تلك التقاطعات الدولية والاقليمية في العراق، وبات هذا العامل القائم على مرتكزات الحساسية المحلية يسير بخط متواز مع تلك التقاطعات، لكن ما يجعل القوى الحاضنة للعملية السياسية قوية بوجه كل التحديات انها باتت تدرك حجم المؤامرة التي يراد اسقاط الجميع فيها، من هنا تزداد مساحة التفاؤل ليست فقط بثبات العملية السياسية بل وفي الانتقال الى حيز امني اكثر طمأنينة بالرغم من ان خصوم عهدنا الجديد قد ادخلوا عناصر تدميرية اكثر فتكاً في مناهجهم الارهابية وهذا ما لم نفاجأ به بل كنا نتوقعه ان يحصل قبل هذا الوقت بكثير.المهم في كل ذلك ان الثقة بمشروعنا تزداد مساحة وتتضاعف قوة وتتمدد خبرة وهذا ما بدا واضحاً جداً في التفاف الشارع العراقي حول تجربته الجديدة رغم الضريبة التي تترتب على هذا الالتفاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك