المقالات

15شعبان حقيقة وليس خرافة ...


خميس البدر

من اراد ان يعرف مدى تعلق شعب العراق بالاسلام وتحركهم بصورة فطرية وعفوية في دائرته واتخاذهم اياه منهجا وطريقا للخلاص من كل المشاكل وعلاج للمعضلات وانتصار كلما تسلط عليهم الظلمة واستبد فيهم طاغية فيمكنهم اعتماد تمسك الشيعة بالائمة عليهم السلام دليلا ومثالا حي وخاصة فيما يختص بالشعائر الحسينية وادائها والاستمرار عليها, فهي تعطيه دفعات معنوية و تفجر فيه طاقة كامنة لاتشاهدها ولا تحسها كما لا يعرفها او يدركها هو نفسه. فعندما يزورالمسلم الشيعي العراقي الائمة عليهم السلام وفي كل المشاهد المقدسة والسادة من نسل الرسول صلى الله عليه واله وسلم يتحول الى شخص اخر الى كيان مختلف, ترى في عينه القوة والاصرار والثورة تتفجر في نفسه لتزيح كل الحواجز التي وضعت امامه وتتخطى كل الخطوط الحمراء التي رسمت لتوجيه حركته وكان يحرص في حياته اليومية الاعتيادية ان لايتخطاها او يتجاوزها خوفا او طمعا او تفاديا للاذى او حبا للسلامة, اما في هذه الاماكن والمشاهد وفي اوقات الزيارات المخصوصة تختلف المعادلة ولا تجد فرق كثير بين من تراه ملتزما دينيا او من ابتعد في هوى الدنيا وملذاتها, فهنالك وسيلة وجذب وقوة فريدة خارقة وبدون مقابل, علاقة تربط اتباع ال البيت بالأئمة عليهم السلام فهم قادتهم ومنقذيهم وملهميهم في كل زمان ومكان في الرخاء والشدة وشيئا فشيئا.ومع اقتراب اخر الزمان يصل اتباع ال البيت الى الذروة والقمة في التوجه نحو المنقذ والمخلص الامام صاحب العصر والزمان فخر البشرية واملها الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ومن هذا المنطلق يمكن النظر والتعامل مع انتفاضة شعبان الخالدة 1991ومع اغلب التحركات السياسية والثورات والانتفاضات التي قام بها الشيعة عبر التاريخ ولم يشذ تاريخنا المعاصر. فعندما تنظر الى ظلم وجبروت البعث الكافر وغطرسة الطاغية واجرامه وخاصة في ثمانينيات القرن الماضي في ذروة وقمة قوته وعنجهيته ابان حرب الثمان سنوات عندما سيق الشباب الى المحرقة وفي الداخل كانت القسوة وتكميم الافواه والتهجير والتقتيل والتغييب و السجون والتمييز على الهوية والاسم واللقب, فلا قراءة قران ولا صلاة ولا حتى اذان ناهيك عن دخول المسجد والحسينية واقامة العزاء تهم وجرائم عقوبتها الاعدام فمفاهيم واشياء من قبيل التعبير عن حرية الرأي والعدالة والاعلام الحر والرفض لسياسة الدولة او مناقشة افكار القيادة والاعتراض على تصرفات الحزب و00و00 اشياء من المستحيل ان لم يكن المستحيل نفسه, فيمكن ان نقدر ونعيش تلك الظروف وصعوبتها وماذا كانت حالة الشعب اناس بلا حول ولا قوة ولا يتصور يوم من الايام ان يحرك ساكن .من هنا فقط يمكن ان نعرف ماذا تعني انتفاضة شعبان ومن فجرها واي رجال خاضوا غمارها واي شباب رسموا ملامحها الى يومنا هذا والى ظهور صاحب الذكرى بعد ان ينفذ الامر الالهي في الحركة وساعة الانطلاق لتحقيق الحلم والامل وانتصار المستضعفين وقيام دولة الحق نعم كانت انتفاضة شعبان اعجوبة بل اقرب الى الخيال والاسطورة لكنها كانت حقيقة عشناها ونحن صغار وكبرنا على خطاها ربما لم يعاقب احد على فعلته مثل ما عوقبنا على انتفاضتنا بين يوم وليلة اسقطنا خرافة وسفهنا صنم وازحنا كابوس عن سماء الرافدين ودفعنا الثمن غاليا بان اصطبغت ارض العراق بدمائنا ولكننا ارخصناه لنكون انصار حقيقيين ومنتظرين للفرج الحق وجنود لقائدنا قائم ال محمد صلى الله عليه واله في يوم ولادته 15 من شعبان ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك