المقالات

الكل يلوذ بالحكيم والطالباني


خميس البدر

مع كل الشد والجذب والمهاترات وتباري المتبارين وتنافس المتنافسين وظهور الفرقاء السياسيين بمظهر العداوة والاحتراب ووصول الأزمة إلى نقطة النهاية واللاعودة، باتت العملية السياسيّة على حافة الهاوية ومع تشعب هذه الأزمة وتداخل المصالح وتعدد أطرافها واختلاف الأهداف التي تحركها إلاّ أنّ مواقف رجال وشخصيات مثلت دائماً صمام الأمان وضمانة حقيقة للشعب العراقي والدفاع عن مصالحه خفف من حدتها وعدم تطورها أكثر أو إبقاء الأمور في حدود التراشق المتبادل، وبقاء أمل في الحل و تحقيق الإصلاح فما عرف عن السيّد عمّار الحكيم من بعد نظر في مواقف عديدة وأزمات كثيرة والوضوح في التعامل مع الآخرين، واحترام وجهات نظرهم مع عدم تبنيها والتعامل مع الجميع وعلى قدم المساواة، فهو لا يبتعد عن احدهم فلا قطيعة مع احد، ويحافظ على مسافة متساوية في التعامل بينه وبين الجميع لا يتجاوز هو عليها ولا يسمح بتجاوز الآخرين، وهذه المسافة هي ساحة العمل والحراك المشترك وتبادل الأفكار والحوار والخروج بفهم مشترك، ناهيك عن المبدئية في المواقف وهذا لا يعني التحجر والتزمت والتطرف بل هو الفهم والإيمان الحقيقي بالمشروع الذي يحمله رغم كلّ ما قيل عنه وما تعرض له من اجل إنجاحه والتحرك نحو الهدف المركزي بخطى ثابتة، فضحى بالغالي وقدم أثمان باهظة لأجل أن يراه أمر واقع وحقيقة على الأرض، مما أهله أنّ يكوّن خيار التحالف الوطني في هذه المرحلة وبالإجماع ومن كافة أركانه وكتله كمفاوض ومخول عن التحالف في الحل وتحديد مسار الأزمة وإمكانية تطويقها فالإيمان بالتكامل والتحالف التأريخي بين المجلس الأعلى وآل الحكيم مع الأكراد ومام جلال طالباني، وما مثله من بعد تأريخي وديني ومظلومية ونضال وتضحيات والتركيز على هذه المحورية ونقطة الارتكاز وما شكلته من قاعدة رصينة للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق الجديد وعدم المخاطرة بكل العراق من اجل بعض المصالح والأجندات الشخصية والمكاسب الآنية، وان لا تترك الأمور بيد تجار الأزمات والفتن والاستماتة على المناصب والحصص والغنائم وهذا ما جعل الجميع يقف عند ما قاله الطالباني ومحورية الحكيم، وليس غريب ان يجمع التحالف الوطني على شخصية السيّد عمّار الحكيم و ان يسكت الأكراد وينصتوا للطالباني رغم تغير المعطيات فواقع الورق وحساب المقاعد ليس بصالح الطالباني ولا الحكيم كما روج له في أروقة كردستان والتحالف الوطني طيلة الفترة الماضية، إلا أن الأمور على ارض الواقع وما لهم من ثقل اجبر الجميع ولأنهم يشكلون الرقم الصعب، فعجز الفرقاء وما أوصلوا البلاد إليه من خلال هذه الأزمة رجح كفة الحكيم والطالباني وهو ترجيح لكفة العراق ورضوخ لإرادته وتحقيق مصالحه وهما يمثلان هذا البعد وهذا الإطار ومعهم يمكن أنّ نتحدث عن عقلانية وحلول والوصول إلى رؤى واضحة ومن ثم الانطلاق من جديد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السيد مهدي
2012-06-25
ارجو من الشعب العراقي ولمصلحة العراق والشعب العراقي والاجيال القادمة ان ينتخبوا هؤلاء الرجال لكي يكون المستقبل للعراق ولكي لا نخسر وطننا و نجعل الاجيال القادمة تلومنا نحن الشعب لاننا انتخبنا اناس غير امينين على الشعب والوطن.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك