المقالات

أزمة سحب الثقة و شهريار


سليمان الخفاجي

يبدو أن حديث الأزمة السياسية لن ينتهي مع حلول الصباح على غرار قصص ألف ليلة وليلة وحكايات شهرزاد, فشهريار اليوم لن يقبل إلاّ بتنفيذ كل ما يراه صحيحاً وان اضطر في يوم من الأيام وموقف من المواقف فهو مستعد لفعل المستحيل من اجل الاستمرار على الكرسي من أجل سماع أحاديثها ويستمتع بحلاوتها، ولأنها خيالية فيريد أنّ يُحاكيها وينفذها ولا يتوقف الأمر عليه وحده فهنالك شهريار آخر هنا وثالث هناك يرافقهم علي بابا، وطرزان، ومراد علم دار، وأبو جحيل، وليس غريباً أن استحضر الشخصيات الخيالية والواقعية للاستشهاد بمشابهتها حال أبطال الأزمة والفرقاء السياسيين، فمطالبهم خيالية ومواقفهم أسطورية وطروحاتهم بعيدة عن التصديق والفهم ليتحولوا إلى شخصيات فكاهية أو إلى قرقوز وابطال الدمى او الى (شاهد مشفش حاجة)، كتذكير لهم بأن ما يتعاملون به ويختلفون عليه هو من حق الشعب ومسؤوليته، تراهم وهم يتحدثون في البرامج السياسية لا يفقهون شيء أي (يخوطون بصف الإستكان ) يتحذلقون ويتفننون بالهروب من المقدم أو المحاور المقابل ويحاول احدهم ان يكسب ودك ويتحدث باسمك لكنّ واقعه ومواقفه تختلف جذرياً الدستور لا يبتعد عن ألسنهم وهو حبر على ورق بين أيديهم، اما في الواقع فهو تحت أقدامهم المواطن وإرادة الجماهير والحرية والمساواة، والمصلحة العامة مادتهم الدسمة، اما أكلتهم الشهية والمفضلة فهي المناصب والكراسي والحصص والمغانم والمكاسب والمصلحة الشخصية أوّلاً وما عداه لا وجود له في قاموسهم، لا يتكلمون إلا في حسن الخلق وآداب الحديث ينادون بالاعمار والبناء وتقديم الأفضل وحسب المنطق السليم فيشتم بعضهم بعضاً يخون بعضهم الآخر، يتخاونون فيغدر من يسبق وتسقط العهود والمواثيق مع أول فرصة فيغلب والباقي يتمنطق نحن مع من غلب وتستمر حكاية شهرزاد ويبقى شهريار يحدق بها ولا يريدها ان تتكلم إلاّ بحضرته ولا يعترف بشهريار آخر غيره، وتبقى الأزمة فأن انتهت سحب الثقة عن رئيس الوزراء تأتي سحب الثقة عن رئيس مجلس النواب وان انتهت عقود النفط يأتي قانون النفط والغاز وان تخلصنا من تشكيل مفوضية الانتخابات ندخل في معضلة قانون الانتخابات وتزاحم السلطات وتبقى المحافظات تحت رحمة الوزارات ويبقى تيار الكهرباء بلا تشغيل منقطع مع ان التيارات الأخرى تعمل وبصورة جيدة لديها تمويل ومدعومة من دول عظمى وتفوح منها رائحة البترول الخليجي والاهم من ذلك أنها (تخمط) وتنهب باسم الدفاع عن حق المكون، أمّا نزيف الدم العراقي فيبقى مستمر ولا يهم شهريار ان زاد فهو يتلذذ بذلك اما شهرزاد فتدعوا أنّ لا ينقطع وان لا يتوقف بحر الدم العراقي وتدعو للقاعدة والإرهاب وللبعثيين بالنصر فمع توقف الدم العراقي سيقطع رأسها ويستباح دمها وبدم بارد من شهريار.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك