المقالات

ازمة واشنطن بـ(عمار)


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين )

الذي افرزته عملية التعرض الى موكب الشخصية العراقية الوطنية الاسلامية السيد عمار الحكيم من قبل القوات العسكرية الامريكية واحتجاز سماحته لمدة احدى عشرة ساعة في احدى القواعد العسكرية التابعة للجيش الامريكي في محافظة واسط شيء كثير لا يمكن بالاحوال جميعها ان نستعرضه خلال هذه الزاوية المحدودة بمساحتها ومفرداتها.

المسألة حصلت صحيح لكن الذي لم يحصل حتى اللحظة هو حساب نتائجها النهائية سياسياً ودبلوماسياً ونفسياً ومعنوياً. فالذي استوقفته القوة العسكرية الامريكية ليست شخصية يشتبه بها اسماً او موقعاً او امتداداً او تأثيراً او حسباً او نسباً انما الذي يجب ان نستوقفه هنا هو قرار التعرض لهذه الشخصية العلمائية الميدانية السياسية الثقافية.. حفيد اكبر مرجعية وذات الحضور الفاعل المفعّل لدى كل الاوساط والشرائح الاجتماعية سنية ، كردية، فكرية، علمائية، عشائرية، مدنية، ثقافية.. حيث لا يختلف اثنان على ان قرار اعتراض موكب سماحة السيد عمار الحكيم انما كان القرار الاكثر خطأ في الممارسة والسلوكية الامريكية في العراق منذ دخول القوات هذا البلد للاراضي العراقية وحتى الآن.

ردة الفعل الثائرة المتفجرة المتلاحقة السريعة الشاملة القادمة من كل مدينة وعشيرة وهيئة ومؤسسة وحزب وحركة وجالية واتحاد ونقابة ومجالس محافظات ومحافظين وائمة جماعة وعلماء ومراجع في داخل العراق وخارجه كانت البارومتر الحقيقي الذي من خلاله نستطيع قياس مستوى الخطأ الذي ارتكبته القيادة العسكرية الامريكية ان كان مقصوداً ام غير ذلك.

بلا شك هنا صار بالامكان استحضار المقولة (رب ضارة نافعة) وبالتأكيد نحن لسنا بانتظار وقوع هذه الضارة لمعرفة منافعها فنحن بالتأكيد نعرف ونعرف جيداً وندرك مَنْ نحن، وكيف، وماذا نعمل، وكم هي المسافة التي تفصلنا عن محيطنا. لكن الضارة التي ارتضيناها اصطلاحاً اجبرت كل من لا يقبل ان يفهم طبيعة الاشياء حسب شكلها وحجمها ولونها ان يفهمها بوضوح بعد الآن.

وحسناً ما فعلته الادارة الامريكية عندما اعلنت خطأ ما وقع وزادت ذلك باعتذار لكن يبقى هذا الاعتذار غير كاف ما لم يصار الى اتخاذ قرار امريكي يوقف هكذا تجاوزات على رموزنا الوطنية والدينية ولكي لا تؤدي مثل هكذا سلوكيات الى ازمة لم يكن بامكان الولايات المتحدة استشراف نتائجها وهي في وضع كالوضع الذي تعيش فيه الآن بعد ان وجدت الادارة ذاتها متورطة في حربها على العراق ومتورطة في مواجهتها لغريمها الديمقراطي وفي ازمة مع حلفائها الدوليين واخرى مع اصدقائها الاقليميين لكن ما يهمنا من احداث الـ(11) ساعة في صبيحة الجمعة الماضية اشياء كثيرة لكن بالتأكيد سيكون الاول منها وفيها هو تلك المبايعة العظيمة ليس لشخص السيد عمار فقط انما للنهج الذي لم يرض عنه شعبنا بدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2007-02-28
ان المرء باصغريه قلبه ولسانه وكذلك اذا نشا مع العلماء وتربية شهيد المحراب الاسد الهمام فيكون عند ذاك السيد عمار بدون عجب يذهل الناس في الخطابة وانه والله اذهل حتى الامريكان ولذلك ار ادوا اختطافه ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا والله نقلب الدنيا عليهم راسا على عقب اذا به مكروه والحمد لله على سلامته وحاول الامريكان قتل قيادي في المجلس الاعلى ولكنهم فشلوا مع علاويهم وعملاءئهم من الناصبيين والبعثيين الوهابيين ولكن بالمقابل يجب على قادتنا توقي الحذر الحذر يائتلافنا الغالي وسحقا لاعدائنا فياعمار الله معنا ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك