المقالات

ألا يتعض الطغاة

495 10:13:00 2012-06-21

خضير العواد

الهدف المشترك للأنسان بشكل عام أن يعيش في راحة وأطمئنان مع حصول ما يبغي عليه من ملذات مع أختلاف نوع الملذات من فرد الى أخر أعتماداً على بيئته ومعتقداته بالإضافة الى تقاليده، ولكن هناك مجموعة من البشر تشذ عن هذه القاعدة وتريد أن تملك كل شئ وتسيطر على كل شئ بالقوة والإكراه تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان ، لكي تعطي لظلمها المشروعية التي تحتاجها لكي تستمر في حكمها وسيطرتها ، ولكن في كلا التجربتين عمر الأنسان لا يتغير واللذة التي يفتش عنها الإنسان نسبية تعتمد على الشخص نفسه وما تحيط به من ظروف ، فأغلب البشر البسطاء تكون معيشتهم أكثر سعادة وطمأنينة لأن حياتهم تكون مستقرة وليس فيها تنافس أو مخاطر فنسبة الخوف عندهم محددة ومن ثم تكون حياتهم مستقرة أيضاً ، أما الطغاة فحياتهم في أكثر الأحيان تتخللها المخاطر والمخاوف التي ينتج في الكثير منها القتل والإجرام ، فتكون حياة الطاغية غير مستقرة وليس فيها طمأنينة أو راحة لأن القلق يتخللها من كل جهة ، وتكون الخاتمة لكلا الشخصين مختلفة كلياً فالأول عندما يفقده الناس يبكون عليه ويترحمون على روحه ويتأثرون على فراقه ، وأغلب الذين مجدهم التاريخ وكتب أسمائهم بأحرف من نور من هذا الصنف ، أما الطغاة ففي أغلب الأحيان تكون نهاياتهم مآساوية ومملؤة بالدماء وبفقدهم تعم الأفراح ويهنئ الشعب بعضه بعضا لنهاية الطاغية ، ويكتبه التاريخ في مزبلته على الرغم من بذله السخي لعل الكتّاب يمجدونه في كتب التاريخ ولكن القلم يأبى وأن أرادَ الكتّاب غير ذلك إلا أن يكتبه في مزبلته النتنة ، وهذه سيرة الطغاة بشكل عام ولا تختلف من طاغية الى آخر والتاريخ ملئ بمئات التجارب والدروس وما أيامنا التي نعيشها إلا خير دليل على ذلك ، فكيف كانت حياة الطغاة الذين عاشوا في زماننا وما هي كانت نتيجتهم ، فأين صدام والقذافي وزين العابدين والحسني مبارك فكيف كانت خاتمتهم وما هي مشاعر الناس بفقدهم فأليتوقع كل طاغية الصورة تتكرر عند موته أو قتله لا محال لأن من زرع حصد ، فإذا زرعت الخير تحصد الخير وإذا زرعت الشر والظلم تحصل عليهما وهكذا ، هذه هي دورة الحياة فلا يتوقع أي طاغية أن يكون مصيره يختلف عن الذين سبقوه فإنه مغفل لأن الإناء ينضح بما فيه ، فألذكي من الطغاة أن يتعض ويأخذ الدروس من التاريخ لأنها تتكرر فأما أن يختار نتيجة صدام حسين الذي صّيدَ كألفأر أو القذافي الذي قُتلَ أشر قتلة وفعلوا فيه الأفاعيل والذي لم تكن نهايته لا كهذا أو ذاك فأن سيرته السيئة على كل لسان كما هو الحال مع حسني مبارك أوزين العابدين بن علي ، فالطريقين موجودين أما الذكر الطيب ومحبة الناس والتخليد في التاريخ وأما الذكر السئ وكره الناس ورميه في مزبلة التاريخ ، فألعاقل من يسلك الطريق الذي يوصله الى السعادة والخير ومحبة الناس والسيرة العطرة التي تتناقلها الأجيال وهذا يتم من أخذ العضة والدروس من الطغاة الذين سبقوا حتى لا يقع في حفيرتهم المملؤة بما لا يحب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امجد سعيد جاسم
2012-06-21
استاذنا العزيز خضير هناك نقطة مهمة يجب ذكرها وهي من يصنع الطغاة اذا احاط بالحاكم شلة من المنافقين والمستفيدين فهو سوف يتصور نفسه انه الاله مثال في احدى اللقاءات في العهد السابق قام احد الشعراء وقال سيدي انت الرحمن الرحيم . وغابت شمس الدنيا وشمسك ماتغيب ومنحه شهادات فخرية من قبل اساتذة هم باعلى الشهادات والمناصب ثم انه يجب ان تلغى سياسة ( نعم سيدي / تأمر سيدي / صار سيدي / ) المشكلة وصل الطغاة الى دوائر الدولة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك