المقالات

عندما نتاجر بالوطن في سوق النخاسة


كامل محمد الاحمد

المتابع والمراقب للمشهد السياسي في العراق حاليا وما يحفل به من صراعات ونزاعات ومساومات ومؤامرات يشعر وكأن مايجري عبارة عن تعاملات تجارية في السوق تغيب عن قيم الصدق والنزاهة ونظافة اليد والوضوح ويحضر فيها الكذب والتدليس والتزييف والخداع والتضليل والنصب والاحتيال.. وفي مثل هذه التعاملات يربح بها بعض التجار ارباحا باهضة ويخسر اخرون، وفي وقت اخر يتحول الرابح الى خاسر والخاسر الى رابح في خضم حالة عمى كامل عن كل شيء الى تحقيق المكاسب بأية طريقة كانت..وفي ظل تلك الوتيرة المتواصلة يكون المواطن العراقي هو الخاسر دائما، علما ان لاناقة له ولاجمل في صراع الساسة ومعاركهم العبثية بعناوينها الضيقة والانانية والانتهازية. يكون المواطن خاسرا لانه منسي دائما وخارج دائشرة البحث والنقاش والتنافس والصراع، فلم نسمع ان كيانين سياسيين او زعيمين سياسيين اختلفا وتصارعا حول تقديم الخدمات المواطن وحل مشاكله، فصراعاتهم على طول الخط حول المناصب والامتيازات والمواقع.. المواطن العراقي خاسر وتزداد خسارته يوما بعد اخر وكلما احتدم الصراع بين الساسة، لان حياته وحياة ذويه تكون عرضة بدرجة اكبر للخطر، لان الازمة السياسية تولد ازمة امنية، والاخيرة تعني ازهاق ارواح وسفك دماء.. وتزداد خسارة المواطن بفقدان وسوء الخدمات كالكهرباء في حر الصيف اللاهب، والماء الصالح للشرب-ناهيك عن عدم توفر الماء حتى غير الصالح للشرب في مناطق ومدن كثيرة، الى البطالة وغلاء الاسعار وشبه الغياب التام لمفردات البطاقة التموينية، وازمة السكن الخانقة، ومعها الوعود الكاذبة والزائفة لمن هم في السلطة والمناصب العليا.هؤلاء الذين لم يتركوا اسلوبا الا واتبعوه لتسقيط بعضهم البعض وللاستحواذ على المواقع والامتيازات والسلطة والنفوذ بات المواطن العراقي العادي بالنسبة اليهم نسيا منسيا، ولو كان غير ذلك لفكروا به اكثر او مثل ما يفكرون بأنفسهم واقاربهم وحواشيهم واحزابهم واتباعهم... انهم بأختصار يتاجرون بالوطن وابنائه في سوق النخاسة، ليكسبوا ويربحوا كل شيء ولايعطوا اي شيء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك