المقالات

أين مصلحة المواطن في براثن الأزمات ؟


ماري جمال

تمر الأوضاع السياسيّة في العراق بانحدارات صعبة تتزايد حدتها مع تأزم الأوضاع في أغلب الدّول العربية واشتداد النزاع الإقليمي والدولي الأمر الذي يهدد بنشوب نزاعات مسلحة يمكن أن يتعرض لها العراق، مما يفرض على الجميع الاضطلاع بمسؤولياتهم التاريخية فعلى القادة السياسيين الالتزام بكل ما يؤدي إلى ازدهار البلد ووقوفه من جديد والعمل على تحقيق أبسط احتياجات المواطن العادية والتي من أبسطها توفير الماء والكهرباء والخدمات العامة وهي ما يمكن أن ندعوه بالمصلحة العامة حقاً.غير أن الكتل العراقية المتناحرة حينما ترفع شعار المصلحة العامة وتنادي به ولا تريد بذلك سوى رفع أرصدتها الشعبية و تحقيق مصالحها الخاصة. غير انه من الثابت أن الكتل لو قامت برعاية المصلحة العامة بصدق وبنوايا حسنة سنرى حينها طوق النجاة الذي يخلص البلد من مما يشهده الآن من حالة من الصراع والتفكك السياسي. فعلى كل من ينادي بالمصلحة العامة أنّ يبرهن إخلاصه للوطن عن طريق إظهار الحرص في التعامل مع الأزمات، وعليه نبذ المتاجرة بالشعارات الزائفة التي أوهموا بها المواطن البسيط من دون أن نجد لها مكاناً على الأرض وفي هذا الصدد لابُدّ من الإشارة إلى مواقف المجلس الأعلى التي اتسمت بمصداقيتها وإخلاصها، وخير دليل على ذلك المواقف الأخيرة التي مر بها العراق إذ رأيناه يعارض سحب الثقة عن رئيس الوزراء ويسعي لحل الأزمة بين الكتل السياسية المتناحرة بالحوار البناء ونبذ الخلاف والطائفية كي يصل البلد إلى وضع الاستقرار الذي يأملة من سنين. ورغم اعتراض المجلس الأعلى على الأداء الحكومي والتقصير في أداء بعض الوزارات الخدمية إلا انه تغاضى عنها مراعاة للمصلحة العامة. ومن الواضح ان تعنت بعض القادة واستغراقهم في النزاعات وتوجيه الانتقادات الحادة سيلحق الأذى والدمار بالعراق مما سيؤول إلى تضرر المواطن العراقي الذي يحيا بدوامة من الأزمات المتلاحقة. و الحل يأتي حصراً من الإفادة من منهج الذي طرحه المجلس الأعلى وأصرَ عليه خلال كل الاختناقات التي مرت بها العملية السياسيّة ولا ننسى كيف دعا منذ البدء إلى الجلوس حول طاولة مستديرة لبحث كل نقاط الخلاف ولم نلبث حتّى رأينا اليوم المنصفين يعودون إلى تبني نفس الطرح الأمر الذي يثبت دقة الموقف وصحة الدعوى ولا نشك ان تبنيه سيؤدي إلى زرع بذرة التصالح بين الكتل المتنازعة خصوصا إذا اقترن بصدق النوايا وتناول جميع القضايا العالقة بموضوعية مع اتخاذ مبدأ الصدق والمصارحة في هذه العملية التي بدونها لن نتمكن من التخلص من دوامة الأزمات تلك و هنا دور المجلس الأعلى جليا في الوقوف إلى جانب المواطن العراقي لحل الأزمة الأخيرة سلمياً وفض النزاعات الإقليمية والعيش بمحبّة وسلام دائم في ظل وطننا الحبيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك