المقالات

تحالف صناع الأزمة مع جماعات الإرهاب !!


عون الربيعي

لا يختلف اثنان على ان الأزمة السياسيّة المستمرة التي تعصف بالبلاد بدأت تتحول إلى عقدة يتم تكريسها ليصعب حلها أو تجاوزها سلمياً، ومن ينظر بعين المبصر لا يصعب عليه استنتاج ان للواقفين وراءها أجندات داخلية مدعومة من بعض الدول الإقليمية والإرادات الدّولية لأسباب بتنا نعرفها جميعا أهمها قتل العراق النموذج واستئصال مفهوم حق الأغلبية في مزاولة الحكم وممارسة دورهم انطلاقاً من خلفيات طائفية بامتياز، حيث يشاع ان تشابك العلاقات وترابط المصالحبين الأغلبية الشيعية في العراق وجوارهم في إيران سيشكل خطراً كبيراً وشديداً على أمن المنطقة (العروبية ) وإسرائيل وبعيداً عن لغة المؤامرة ومن ينظر لها شكل وجود الشيعة على رأس السلطة في العراق هاجساً لعدد كبير من الأنظمة وأطلق مخاوفهم بشكل معلن ليتجاهر بعض الحكام بعدائهم للعراق وتجربته, وبالعودة للأزمة التي سببها الأول هم بعض السياسيين الذين لا يهمهم عذابات المواطن وما يواجهه من نقص حاد بالخدمات الأساسيّة الضرورية ولا بأمن ربّ الأسرة البائس الذي يخرج صباحاً سعياً وراء لقمة العيش لأطفاله وإذا به يعود إليهم أمّا أشلاء مقطعة أو إنساناً مقعداً يفتقر للرعاية وينقصه مصدر الرزق، إنّ بعض هؤلاء السياسيين ممن يخاطر بالعملية السياسية والمشروع الوطني طمعاً في المواقع والمناصب والامتيازات التي توفرها لهم السلطة على حساب مصالح أبناء الشعب الذي يعيش هاجس الخوف من المجهول ليتركوا المجال مفتوحاً أمام مرتزقة دول الإقليم وعصابات الإرهاب لتعود من جديد وتعيث في الأرض فساداً حيث تتصاعد وتيرة عمليات القتل الجماعي عبر المفخخات والانتحاريين والعبوات كما تابعنا في جريمة استهداف وتفجير مبنى ديوان الوقف الشيعي فضلاً عن مهاجمة جموع الزائرين الآمنين في مناطق مختلفة من العاصمة وتفجير تجمعات المواطنين في محافظات البلاد الأخرى، ولا شكَ ان الصراع الحالي بين المتخاصمين قد أشغل الدّولة عن أداء واجباتها في هذا الظرف العصيب الذي قد يصل أو يتجاوز حدود كسر الآخر مما أدى إلى استغلاله من قبل الإرهابيين لتنفيذ جرائمهم رغم الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لوقف هذا التدهور الأمني مع حالة البطء والعشوائية في بعض الإجراءات التي تنفذ هنا أو هناك.إنّ المواطن العراقي في الوقت الذي ينظر فيه بقلق بالغ إلى وصول الأزمة إلى هذا الحد، فأنه يحمل كافة الكتل السياسية المتصارعة دون استثناء مسؤولية ونتائج هذا الصراع كما ان العراقيين يرجحون تورط بعض السياسيين حيث يتم تسهيل عبور ودخول المفخخات إلى بعض المناطق التي تتمتع باستحكامات أمنية جيدة مما يهدد العملية السياسية بالانهيار ان لم يوضع حد فاصل لحالة الخلاف, ان المطلوب من القوى السياسية والحكومة العراقية الحالية ان تسارع الى دعم الأجهزة الأمنية لأداء واجبها في حماية المواطنين الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في خضم حالة الصراع التي يجب أنّ تحصر داخل الأروقة السياسية بعيداً عن أي احتكاك داخل الشارع العراقي كما يجب وقف حملات التسقيط وحماقات بعض الناطقين الإعلاميين بأسماء القوائم المتصارعة التي أساءت تصريحاتهم الى الوحدة الوطنية وتهدد بنسف الأوضاع والعودة إلى ما قبل المربع الأول الذي يتحدث عنه صناع الأزمة وقادتها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك