المقالات

ازمة واحدة .. وفريقين


جواد العطار

في خضم أزمة سحب الثقة تراجعت ملفات مهمة يقوم عليها النظام السياسي من جهة والنظام العام من جهة اخرى ، فالبرلمان رُكن جانبا؛ ينتظر ما ستؤول اليه خيارات تجمع ائتلاف ال ١٦٠ ، وتوقفت معه كل وسائله في الرقابة والمتابعة وشلت آليات لجانه الكفيلة بتحقيق نوعا من تقويم الأداء التنفيذي وتحسين الخدمات ، وتم صرف النظر عن دعوات تسمية الوزراء الأمنيين وهو استحقاق دستوري كان؛ الى وقت قريب؛ في مقدمة مطالب بعض الكتل السياسية المؤتلفة في تجمع 160 ذاته . على اثر ذلك تعرض الشارع العراقي الى هزات ذات أبعاد خطيرة تمس بناءه ووحدته تارة؛ مثل تفجير مقر الوقف الشيعي ببغداد .. ومؤلمة تارة اخرى؛ مثل تفجيرات الأربعاء والسبت الدامية التي استهدفت جلها الزوار الساعين لاحياء ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع) . والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل ان أزمة سحب الثقة هي نتاج طبيعي لعدم تسمية الوزراء الأمنيين ام ان عوامل انعدام الثقة بين الكتل ذاتها كانت السبب وراء ذلك ؟ان تسمية وزراء الداخلية والدفاع او موضوع الثقة المتبادلة بين المكونات السياسية؛ عاملين لا يمكن الفصل بينهما وهما ليسا نتاج اللحظة او الازمة الحالية ، لذلك انقسمت الكتل الى فريقين ازاءهما .. كل فريق يرى شكلا مغايرا للحل :الفريق الاول : يرى ان سحب الثقة واستبدال شخص رئيس الوزراء حصرا؛ هو الحل ومخرج الازمة .. ويمثله ائتلاف اربيل والنجف او تجمع ال 160 ، دون ان يطرح بديلا عنه .. بل حدد مرشحه القادم من التحالف الوطني دون غيره .الفريق الثاني : يرى ان طريق الإصلاحات وتسمية الوزرء الأمنيين وتطمينات الشراكة ضمن جداول زمنية قصيرة بدلا من سحب الثقة .. هو الحل الافضل في هذا الوقت الحساس على اقل تقدير؛ ويمثله دولة القانون ورئيس الجمهورية والمجلس الاعلى وقوائم صغيرة ومستقلين . وبين دعاة هذا الفريق وذاك لمن سترشح الكفة ؟ لمن يأتي بالنصاب اللازم في البرلمان ويطرح المشروع البديل؛ ام لمن سيرمي الحجة على الآخر بالاستجواب .. الذي يسبقه. ان كل ما تقدم يؤكد ان الكتل البرلمانية بدأت تستعيض عن تحالفاتها السياسية التأريخية بالآليات الديمقراطية ، وهي ظاهرة صحية ان تم توظيفها بشكل سليم وفي إطارها الدستوري ، لان الازمة لن تنتهي بجلسة البرلمان في الحادي والعشرين من هذا الشهر بل ستبدأ معها صفحة جديدة قد نشهد فيها حضورا برلمانيا فاعلا ومعارضة قوية طالما دعونا اليها .. وطالبنا بتفعيلها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك