المقالات

الخطة الأمنية قبل يومها العاشر نجاحات كبيرة..وعثرات محدودة


( بقلم : علي حسين علي )

قبل أن تصل الخطة الأمنية (فرض القانون) إلى يومها العاشر فإنها ثبتت جملة من النتائج، بعضها ايجابي وبعضها الأخر سلبي، ولكنها في مجموعها ومجملها تعطي صورة واضحة لواقع متغيرّ نحو التحسن في المجال الأمني أولاً، وفي مجالات أخرى بشكل محدود ثانياً.

من بين النتائج الأيجابية يأتي عودة العوائل المهجرة الى بيوتها..فقد أعلن قبل يوم العاشر من تطبيق(فرض القانون) بأن أكثر من ستمئة اسرة مهجرة قد عادت إلى سكنها ومناطقها التي هجرت منها..ومن بين تلك المناطق (الفضل، شارع حيفا، الغزالية)..وتلك مناطق كانت الى ما قبل عشرة أيام تسمى بـ(الساخنة)، وهي ساخنة فعلاً بالقتل والاختطاف وحرق البيوت والسرقات وأخيراً بالتهجير القسري..

والآن، يبدو أن (الساخنة) قد بردت، والذين كانوا يسخنونها أما أن يكونوا قد قتلوا أو أعتقلوا أو فروا، المهم هو أنهم لم يعودوا موجودين في تلك المناطق..وكل هذا يعني من جانب آخر أن العائدين الى بيوتهم، مع أنهم وجودها محروقة ومخربة ومسروقة، إلا أنهم ارتضوا بهذا الحال لأنه أفضل بكثير عن مناطق ولدوا وعاشوا وعملوا واقاموا مع أهلها علاقات حميمة..فالعودة الى الوطن الصغير( المنطقة والمحلة) يستحق حتى المجازفة..والمجازفة هنا هي توقع عودة الارهابيين والتكفيريين والصداميين وما سيجري للعائدين على أيديهم..ومع أن هذا التوقع موجود ولو كان بعيداً عن الانشغال اليومي به، إلا أنه احتمال يظل ساكناً في بعض النفوس التي عذبها وآذاها وقتل أحبتها الارهابيون وشردها..والاحتمال-البعيد كما قلنا عنه- ينبغي أن يزاح بتأكيد بقاء القوات الأمنية بكل فعالياتها وجاهيزتها في المناطق التي استقبلت العائدين..وهذا ما اكده السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في لقائه الأخير مع المواطنين اثناء جولته يوم الثلاثاء الماضي ببعض مناطق بغداد..فقد أشار دولته إلى أن القوات الأمنية ستبقى إلى أن يطرد الارهابيون نهائياً وتعود الأمور إلى حالتها الطبيعية.

أما النتيجة الايجابية الآخرى، فهي أن الخطة(فرض القانون) قد تعدت حدود بغداد الى حواضن الارهاب في جوارها، ووصلت يد الدولة واجهزتها الأمنية الى تلك المناطق، وتم اعتقال وقتل المئات من الارهابيين، مما يؤمن لبغداد جواراً آمناً..وتلك خطوة جيدة لم يعمل بها في السابق، وقد أكدت على حقيقة ظلت مطلباً للناس وهي بأن من يريد لبغداد الأمن فعليه أن يحيطها بمناطق آمنة أيضاً..فضلاً عن ذلك فإن يد الدولة قد وصلت الى بؤر الارهاب البعيد عن بغداد، في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والانبار واطراف محافظة بغداد وبابل وكربلاء والكوت أيضاً..حيث تم ضرب مواقع الارهابيين وجرت ملاحقتهم واعتقل الكثير منهم.. والى ذلك تزامن تنفيذ خطط أمنية مع خطة بغداد(فرض القانون)، ففي البصرة والعمارة والناصرية والموصل وغيرها تحركت القوات الأمنية لتلاحق الإرهابيين وتعتقل الكثير منهم وكذلك اغلقت منافذ تلك المحافظات بوجه الارهابيين الفارين من بغداد وجوارها.

تلك نتائج يمكن وصفها بالايجابية تمخضت عنها الخطة الامنية.. إلا ان ما يمكن تأشيره او الاشارة اليه، هو استمرار بعض العمليات الارهابية داخل العاصمة بغداد.. ففي الايام الاربعة الماضية نفذ الارهابيون التكفيريون والصداميون عدداً من التفجيرات طالت في معظمها المدنيين الابرياء.. وكان رأي الحكومة واجهزتها الامنية بأن ما حدث كان متوقعاً، ولكنه لن يغير الحال الى ما كان سائداً قبل تنفيذ الخطة، بينما يرى المراقبون الامنيون والسياسيون بأن العمليات الارهابية الاخيرة هدفها زعزعة ثقة المواطن بحكومته، مشيرين الى ان ذلك يمكن ان تؤثر على بعض الناس، إلا انه سيزول أي تأثير له بتوالي نجاحات تنفيذ صفحات الخطة الامنية.وكذلك يرى بعض المراقبين عدم وضوح ما وعدت به الحكومة في مجال تحقيق جملة من الخطوات تترافق مع تنفيذ الخطة الامنية حتى الان، من بينها معالجة الاوضاع الاقتصادية وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد المالي والاداري.. ويعلل بعض المراقبين بأن ذلك ممكن لو اعطينا وقتاً قصيراً اضافياً للحكومة وصبرنا لأيام قليلة.تلك بعض نتائج الخطة الامنية الايجابية، وبعض ما يوشر عليها من السلبيات التي لا تقلل من نجاحات الخطة في التصدي للارهاب.. ولكن معالجتها تظل مطلوبة ضرورية إذا ما اريد للخطة نجاحاً كاملاً وشاملاً في جميع اهدافها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك