المقالات

محورية المجلس الأعلى وصراع السلطة في العراق


سلام محمد

الوعي السياسي مصطلح يردده الكثير من الناس في العراق بعد تغيير النظام عام 2003, وقد يعتبره البعض علم من العلوم الاجتماعيّة التي تحتاج الى مناهج ومدرسين وقاعات لإلقاء المحاضرات، ولكنّ وبعد تجربة العراق المريرة ثبت ان الوعي السياسي هو مصداق لمجريات أحداث وسيناريو يشترك فيه مجموعة ومن خلال تنفيذهم السيناريو على ارض الواقع يتم تقييم آراءهم ومدى قدرتهم على إجراء وتنفيذ عمل محدد ينجذب إليه الناس وتتولد لديهم قناعات بذلك العمل, فالوعي السياسي هو ملكة لدى الإنسان تنمو وترعرع مع تنامي الأحداث السياسيّة في البلد وهذا عينه ما يحصل في العراق اليوم فقد أصبح المجتمع العراقي يوماً بعد يوم يمتلك وعياً سياسيّاً قادراً معه على تشخيص المصلحة وتقييم للأداء, والأمثلة على ذلك كثيرة أقربها للواقع ما يجري وما جرى من تداعيات وأزمات سياسيّة وأمنية كثيرة ستبقى خالدة في تاريخ العراق المعاصر.إنّ الأطراف السياسيّة التي تصدت للعمل السياسي في العراق ومن خلال التناقض في مواقفها وطريقتها في اتخاذ القرارات وحسابات المصلحة العامة والخاصة، جعلت من الوعي السياسي لدى المجتمع يرتفع يوماً بعد يوم وأصبح الشارع العراقي يميز جيداً بين أداء وموقف والقرارات كلّ كتلة من الكتل السياسيّة المشاركة في السلطة أو في العملية السياسيّة، فقد انكشفت أوراق الأحزاب وباتت لا تنطلي على الناس الشعارات الرنانة فارغة المحتوى فالمواطن العراقي اليوم يبحث عن من يخرجه من دوامة الفقر والبطالة ونقص الخدمات, ومن الكيانات الأساسيّة التي اتضح موقفه وأداءه للجميع, المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فهو الكيان الوحيد الذي لم يغير موقفة ولم تكن قراراته انفعالية وكانت قيادته تغلب دائماً مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية، وكان ولا يزال يمثل صمام أمان العمليّة السياسيّة ويتميز بعلاقات متوازنة مع جميع أطياف المجتمع العراقي ومع قيادات الأحزاب السياسية المتصدية للعملية السياسية، مما جعله محوراً أساسيّاً من محاور فك الصراعات السياسيّة على السلطة, إنّ التجربة التي مر بها المجتمع العراقي بعد تغير النظام السياسي تجعله قادراً وبعد كلّ هذه السنين على التمييز وأصبح يمتلك الوعي السياسي الكامل في اختيار الأفضل والأصلح لإدارة البلاد والرسو بسفينة العملية السياسية على شاطئ وبر الأمان لينعم العراقيين جميعاً بخيرات بلدهم الوافرة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك