المقالات

الغاية عندهم تبرر الوسيلة

564 15:48:00 2012-06-10

خضير العواد

إن الرأي الميكافيلي الذي يستعمله كل من لا يعتمد على مبدأ أو ثابت بل المهم عنده الوصول الى غاياته وأهدافه ، فمهما تكن الوسيلة يجب أن تستعمل إذا كانت توصل الى النتيجة التي يفتشون عنها ، فألاشخاص أو المؤسسات أو التنظيمات التي تعتمد على هذا الرأي تكون مؤسساتهم نفعية للأشخاص الذين يديرونها فقط ، لهذا نلاحظ كل من يعتمد على هذا المبدأ مرفوض من الإنسانية بشكل عام حتى وإن أحتاج له الأنسان ، ولكنه سيغلق فمه لفترة مؤقتة وبعد إنتهاء الحاجة يظهر رفضه لهذه المؤسسات أو الأشخاص أو التنظيمات التي أعتمدت على هذا المبدأ القذر ، لأن في طبيعة الأنسان التوجه نحو الكمال والأستقرار في كل شئ وهذا توجه غريزي لكل كائن حي ، فهذا التاريخ قد عاش فيه الملايين من البشر ولكن لم يخلد أو يحفظ أسماً في طياته إلا أن يكون عظيماً في شئ ما أو وضيعاً في شئ ما ، فكان علي بن أبي طالب (ع) وكان معاوية وكان الحسين (ع) وكان يزيد وكان غاندي السياسة البريطانية وكان جيفارا وكانت السياسة الأمريكية وغيرهم كثيركثير من كلا النوعين ، علماً كل مايؤسس على هذه القاعدة لا يصمد طويلاً وأن صمد لفترة بسبب الظروف المحيطة به فأنه سيدمر عند غياب هذه الظروف التي حفظته والتاريخ ملئ بالشواهد الحية كالأنظمة الدكتاتورية التي حكمت أو الأشخاص الذين وصلوا الى أعلى المستويات كألهاشمي وغيرهم كثير .ولكن المؤسف أن ترى وتلاحظ قيادات كانت لها أسماء في النضال ضد النظام العفلقي من أجل الحصول على حقوق شعبها ، ولكن عندما وصلوا الى بعض ما كانوا يبغون إليه تجردوا عن كل مبدأ أو ثابت وبدؤا يعتمدون على المبدأ الميكافيلي في الوصول الى غايتهم المنشودة وتركوا جميع الطرق المبدأية التي توصل الى نفس الهدف ولكن تحتاج الى وقت أطول ولكن ستكون النتيجة تستند الى أساس قوي ومتين وهي المبادئ التي قامت عليه ، فنلاحظ القيادة الكردية وخصوصاً قيادات الحزب الديمقراطي ( البرزاني وعائلته) قد أستعملت مختلف الطرق من أجل مصالحها وأهدافها حتى وأن كانت هذه الوسائل غير نزيهة ومضرة بمصالح العراق الأستراتيجية كألأمن القومي ، فنلاحظ هذه القيادة قد تحالفت مع مختلف الحكومات إن كانت هذه الحكومات تريد خير العراق أو تريد تدميره أو تريد مصلحة الشعب الكردي أم لم تريد المهم عندها هو دعم البرزاني في قيادة كردستان ، فهذه الدول التي تمثل مثلث الشر( قطر والسعودية وتركيا ) بالنسبة للعراق والتي تريد تدمير العراق وشعبه وقد عملت لسنوات بصورة مباشرة على ذلك ولم تفلح ولكنها اليوم تستعمل الكرد في هذا المجال ، ونلاحظ الكرد لا يعيرون أي أهمية لمصالح العراق أو شعبه بل يسعون ويجدّون في تنفيذ كل مخططات مثلث الشر من أجل إضعاف بغداد ومن ثم سيصبح الأمر سهلاً للوصول لكل الغايات التي يريدها جميع الفرقاء المنطوين تحت هذا التحالف ، تحالف الكرد مع مثلث الشر وكذلك شيطان المنطقة (إسرائيل) من أجل إسقاط الحكومة السورية حتى وأن تطلب الأمر قتل الألاف وتديمر كل البنية التحتية السورية حتى يضعف هذا البلد ، الجريمة الوحيدة التي أقترفتها سورية هي وقوفها الى جانب المقاومة ضد الكيان الصهيوني ، فأصبح مطار أربيل النقطة المهمة في نقل السلاح الى الإرهابين في سوريا بعد أن تنقله الطائرات الإسرائيلية من قطر الى أربيل (كردستان العراق) وهذه واحدة من الإتفاقيات التي تمت ما بين الكرد والإسرائيلين عن طريق الوسيط سمير جعجع ( وما أدراك ما سمير جعجع) ، علماً لقد دعم السوريون الكرد في العراق وكان أغلب القيادات الكردية قد أتخذت من سوريا نقطة إنطلاق لتحركاتهم الى كل العالم .قد يحصل الكرد على بعض المكاسب الآنية والقليلة بسبب إستعمالهم لهذه الوسائل الرخيصة في كسب بعض المصالح ولكن النتيجة ستكون وخيمة ومآساوية لشعب ضحى وناضل ولكن قيادته قدمت مصالحها على مصالح شعبها من أجل أن تسيطر عليه سيطرة كاملة فأبدلت الطرق المبدأية والثابتة بطرق رخيصة وقذرة حتى تقصّر طريق الوصول الى الغاية الكبرى وهي الدولة الكردية التي يسيطر عليها البرزاني وعائلته ، فكانت غايتهم تبرر الوسيلة وقد وضعت في أساس هذه الدولة الغث والسمين من الوسائل والطرق فجعلته غير متين وقوي ولا يمكن له أن يصمد أمام أي ردة فعل أو تغيّر في الظروف التي أعتمدوا عليها في تحقيق غاياتهم أو أهدافهم ، وهذه القيادة ستكون مع السياسة البريطانية ضد غاندي أو مع السياسة الأمريكية ضد جيفارا لأن الغاية عندها تبرر الوسيلة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك