المقالات

الغاية عندهم تبرر الوسيلة


خضير العواد

إن الرأي الميكافيلي الذي يستعمله كل من لا يعتمد على مبدأ أو ثابت بل المهم عنده الوصول الى غاياته وأهدافه ، فمهما تكن الوسيلة يجب أن تستعمل إذا كانت توصل الى النتيجة التي يفتشون عنها ، فألاشخاص أو المؤسسات أو التنظيمات التي تعتمد على هذا الرأي تكون مؤسساتهم نفعية للأشخاص الذين يديرونها فقط ، لهذا نلاحظ كل من يعتمد على هذا المبدأ مرفوض من الإنسانية بشكل عام حتى وإن أحتاج له الأنسان ، ولكنه سيغلق فمه لفترة مؤقتة وبعد إنتهاء الحاجة يظهر رفضه لهذه المؤسسات أو الأشخاص أو التنظيمات التي أعتمدت على هذا المبدأ القذر ، لأن في طبيعة الأنسان التوجه نحو الكمال والأستقرار في كل شئ وهذا توجه غريزي لكل كائن حي ، فهذا التاريخ قد عاش فيه الملايين من البشر ولكن لم يخلد أو يحفظ أسماً في طياته إلا أن يكون عظيماً في شئ ما أو وضيعاً في شئ ما ، فكان علي بن أبي طالب (ع) وكان معاوية وكان الحسين (ع) وكان يزيد وكان غاندي السياسة البريطانية وكان جيفارا وكانت السياسة الأمريكية وغيرهم كثيركثير من كلا النوعين ، علماً كل مايؤسس على هذه القاعدة لا يصمد طويلاً وأن صمد لفترة بسبب الظروف المحيطة به فأنه سيدمر عند غياب هذه الظروف التي حفظته والتاريخ ملئ بالشواهد الحية كالأنظمة الدكتاتورية التي حكمت أو الأشخاص الذين وصلوا الى أعلى المستويات كألهاشمي وغيرهم كثير .ولكن المؤسف أن ترى وتلاحظ قيادات كانت لها أسماء في النضال ضد النظام العفلقي من أجل الحصول على حقوق شعبها ، ولكن عندما وصلوا الى بعض ما كانوا يبغون إليه تجردوا عن كل مبدأ أو ثابت وبدؤا يعتمدون على المبدأ الميكافيلي في الوصول الى غايتهم المنشودة وتركوا جميع الطرق المبدأية التي توصل الى نفس الهدف ولكن تحتاج الى وقت أطول ولكن ستكون النتيجة تستند الى أساس قوي ومتين وهي المبادئ التي قامت عليه ، فنلاحظ القيادة الكردية وخصوصاً قيادات الحزب الديمقراطي ( البرزاني وعائلته) قد أستعملت مختلف الطرق من أجل مصالحها وأهدافها حتى وأن كانت هذه الوسائل غير نزيهة ومضرة بمصالح العراق الأستراتيجية كألأمن القومي ، فنلاحظ هذه القيادة قد تحالفت مع مختلف الحكومات إن كانت هذه الحكومات تريد خير العراق أو تريد تدميره أو تريد مصلحة الشعب الكردي أم لم تريد المهم عندها هو دعم البرزاني في قيادة كردستان ، فهذه الدول التي تمثل مثلث الشر( قطر والسعودية وتركيا ) بالنسبة للعراق والتي تريد تدمير العراق وشعبه وقد عملت لسنوات بصورة مباشرة على ذلك ولم تفلح ولكنها اليوم تستعمل الكرد في هذا المجال ، ونلاحظ الكرد لا يعيرون أي أهمية لمصالح العراق أو شعبه بل يسعون ويجدّون في تنفيذ كل مخططات مثلث الشر من أجل إضعاف بغداد ومن ثم سيصبح الأمر سهلاً للوصول لكل الغايات التي يريدها جميع الفرقاء المنطوين تحت هذا التحالف ، تحالف الكرد مع مثلث الشر وكذلك شيطان المنطقة (إسرائيل) من أجل إسقاط الحكومة السورية حتى وأن تطلب الأمر قتل الألاف وتديمر كل البنية التحتية السورية حتى يضعف هذا البلد ، الجريمة الوحيدة التي أقترفتها سورية هي وقوفها الى جانب المقاومة ضد الكيان الصهيوني ، فأصبح مطار أربيل النقطة المهمة في نقل السلاح الى الإرهابين في سوريا بعد أن تنقله الطائرات الإسرائيلية من قطر الى أربيل (كردستان العراق) وهذه واحدة من الإتفاقيات التي تمت ما بين الكرد والإسرائيلين عن طريق الوسيط سمير جعجع ( وما أدراك ما سمير جعجع) ، علماً لقد دعم السوريون الكرد في العراق وكان أغلب القيادات الكردية قد أتخذت من سوريا نقطة إنطلاق لتحركاتهم الى كل العالم .قد يحصل الكرد على بعض المكاسب الآنية والقليلة بسبب إستعمالهم لهذه الوسائل الرخيصة في كسب بعض المصالح ولكن النتيجة ستكون وخيمة ومآساوية لشعب ضحى وناضل ولكن قيادته قدمت مصالحها على مصالح شعبها من أجل أن تسيطر عليه سيطرة كاملة فأبدلت الطرق المبدأية والثابتة بطرق رخيصة وقذرة حتى تقصّر طريق الوصول الى الغاية الكبرى وهي الدولة الكردية التي يسيطر عليها البرزاني وعائلته ، فكانت غايتهم تبرر الوسيلة وقد وضعت في أساس هذه الدولة الغث والسمين من الوسائل والطرق فجعلته غير متين وقوي ولا يمكن له أن يصمد أمام أي ردة فعل أو تغيّر في الظروف التي أعتمدوا عليها في تحقيق غاياتهم أو أهدافهم ، وهذه القيادة ستكون مع السياسة البريطانية ضد غاندي أو مع السياسة الأمريكية ضد جيفارا لأن الغاية عندها تبرر الوسيلة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك