المقالات

قلت سابقاً لن أعطيها فأين تفرون….


 

لم تنتهي بعد زوبعة سحب الثقة عن المالكي وحكومته التي ثار نقع غبارها اجتماع أربيل والنجف وإصرار الكتل التي توافقت كلمتها على الإطاحة بالمالكي وديكتاتوريته حتّى هذا اليوم،  إلاّ أنّ المعطيات والدلائل تشير إلى أنّ المشكلة في طريقها إلى التلاشي وان عصبة أربيل باتجاه منحنى الشتات والانكسار والخلاف، فما جمعهم هدف واحد ليس إلا وما يفرقهم أهداف ومشاريع وأجندات.

وسيكون أصحاب أربيل على موعد مع الانكسار والتهميش ورد الدين من قبل المالكي الذي لن ينسى من انظم إليه، كما انه لن ينسى من وقف بوجهه مع فرصة ان تعويذة المالكي قد لا تنجح دائماً في إذلال خصومه وقد يضطر إلى المهادنة والرجوع وتقديم التنازلات من اجل المحافظة على كرسي الحكم وسطوة الجبروت والديكتاتورية.

وقد يكون من سوء حظ أبناء الشعب العراقي أنّ يفشل المتأربلين في الإطاحة بحكومة المالكي أو قض مضجعه ليس لأنهم مخلصين وأصحاب مشروع وطني كما يدعون فرّبما يكونوا أسوء وأشد ألماً من صاحبهم ولكنّهم سيمنحون رئيس الوزراء صولجاناً آخر للديكتاتورية والتفرد وانتشار الفساد والفوضى خاصة بعد أنّ نجح في فك رموز قوتهم وحولها إلى شتات بمفتاح الترغيب والترهيب السحري.

والشيء المؤكد ان المالكي لن يستوعب الدرس جيداً وسيخرج من هذه الأزمة منتشياً مختالاً وكأنه حقق حلم أبناء هذا الشعب المظلوم وان وجوده نعمة لن تتكرر مرة أخرى لأبناء الشعب العراقي، فهو الأول والأجمل والأعدل من بين جميع الحاكمين هو المدافع والمحامي ورب الشويهة والبعير.. ونشوة الانتصار هذه ستجعله لن يتخلى عن تفرده أو يعمل على تصحيح أخطائه التي جعلت من نصب له كرسي الرئاسة يحاول جاهداً إسقاطه عنه وانتزاعه منه بأي ثمن، والشيء المؤكد الآخر انه سيعمل على تشديد سلطة الفرد واستغلال مؤسسات الدولة أبشع استغلال لنفوذه الحزبي والشخصي.

رُبّما كان طريق اختيار حل الأزمة من قبل أصحاب أربيل ورد فعل الحكومة خاطئاً ولم تقدم شيئاً لأبناء الشعب العراقي، لأن ضربة أربيل لم توجع الحكومة، فالمالكي بقي مطمئناً ولم يلتفت إلى النصائح والإرشادات التي قدمت إليه من عقلاء القوم من خطورة سحب الثقة بل انه كان يهدد ويزبد ويرعد على المتأربلين وانه سيفعل بهم ما يفعل وان كنت أشك بهذا لأنه سيبقى بحاجة إلى خصومه وأعدائه وسيمنحهم من صافي وداده النزر اليسير من الصفقات والتنازلات والاتفاقات، لكنّه يبقى يتحين فرصة الانتقام لرد اعتباره، وأول فرص الانتقام التي سيقدم عليها المالكي بعد فشل المتأربلين في مسعى سحب الثقة هو إلغاء الاجتماع الوطني الذي طالما رفضه سابقاً وقبله لاحقاً وسيرفضه مستقبلاً لأن دواعي عقده انتهت بزوال خطر أصحاب أربيل.

 

 

11/5/609

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امجد سعيد جاسم
2012-06-10
ادعوا الله العلي القدير ان يهدي هؤلاء السياسيين للتفكير بمصلحة الوطن والمواطن والابتعاد عن الحزبية الظيقة والطائفية والعنصرية وايجاد حل للرجوع بالعراق الى مصاف الدول الراغبة بالتقدم والتطور وخدمة الانسانية فكل السياسيين الموجودين حاليا يتحملون مسؤولية الماسي التي يتحملها المواطن وهم المسؤولين جميعا عن الفساد المنتشر في العراق اتمنى ان يكون القرار للسياسيين عراقي والمصلحة عراقية فالعراق ليس بحاجة الى القائد الضرورة ولسنا بحاجة قال العراق قال فلان والا رجعة حليمة على عادتها القديمة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك