المقالات

شهداء الوقف الشيعي يتركون باقة ورد للأجهزة الأمنيّة


حيدر عباس النداوي

قبل أيام وفي خضم الصراع السياسي الذي تشهده الساحة العراقية حدث اعتداء إرهابي مجنون استهدف ديوان الوقف الشيعي في باب المعظم، مستغلاً حالة الشد والجذب والتصريحات النارية التي تطلق من هنا وهناك ترك ورائه العشرات من الشهداء والجرحى ليضافوا إلى قافلة ضحايا العمليات الإرهابيّة اليوميّة والتي ما انفكت لتكون متلازمة يومية لحياة المواطن العراقي.والشيء المؤكد أنّ هذا الخرق الأمني لن يكون الأخير في قاموس الإرهاب أو في قاموس أصحاب الشأن من قادة الأجهزة الأمنية، لأنّهم يعرفون ان خططهم واستراتيجياتهم لا ترقى إلى مستوى التبجح اليومي بما يعلن من نجاحات أمنيّة ليس لها اثر كبير على الوضع اليومي للمواطن العراقي.وقد لا أكون متطرفاً إذا قلت أنّ الملف الأمني أمره عائد إلى المجاميع الإرهابية وليس إلى الأجهزة الأمنية، والدليل ان المجاميع الإرهابية والعصابات الإجرامية بإمكانها أنّ تضرب بأي مكان وفي أيّ وقت وما على السياسيين إلاّ تغذيتها بالتصريحات النارية والمتشنجة ودليلي على ذلك مجزرة الوقف الشيعي ومن قبلها أيام الأسبوع اجمعها.واعتقد انه ليس من حق قادة الأجهزة الأمنيّة التمترس خلف الصراعات السياسية لتبرّير فشل خططهم في بناء منظومة أمنيّة متطورة قادرة على النهوض بأعباء ومسؤوليات المرحلة بصورة كاملة وحماية المواطن من الاعتداءات الإرهابيّة المتكررة، لأن القاعدة العامة تأكد على إبعاد المنظومة العسكرية عن الصراعات الحزبية الضيقة على اعتبار أنّ المؤسسة الأمنية حامية للجميع وتسييسها خلل لن تتمكن الدّولة من مغادرته إلاّ على حساب دماء أبنائها الأبرياء.لا أدري متى تعترف الحكومة والأجهزة الأمنيّة بفشل خططها الأمنيّة، وتعيد حساباتها في الاختيار والخطط والاستباق والمناورة لأن عدم الاعتراف مشكلة بحد ذاتها.. هل تريد دماءً وأشلاءً أكثر من تلك الدماء والأشلاء التي تتناثر يومياً.لا زلت أتذكر ان لدينا قانوناً يجرم أصحاب التصريحات النارية التي تؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء وإحداث الفتنة الطائفية ومراجعة بسيطة للتصريحات المثيرة والطائفية وغير المسؤولة التي سبقت استهداف مبنى ديوان الوقف الشيعي يجد ان هؤلاء السياسيين غير المنضبطين يتحملون وبشكل مباشر مسؤولية سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، وعلى الأجهزة الأمنيّة المختصة تفعيل قانون الإرهاب لأن التهاون بدماء العراقيين من قبل قادة الأجهزة الأمنية بهذه الدرجة يجعلها مستباحة لكلّ من هب ودب.لن يختلف شهداء ديوان الوقف الشيعي عن شهداء العمليات الإرهابية اليومية المتكررة بمساحة النسيان والتغاضي واللامبالاة من قبل الحكومة والأجهزة الأمنية في تمجيدهم ومنحهم الحقوق التي يستحقونها هم و عوائلهم لذا تركوا لنفسهم حرية اختيار التبجيل والذكر الخالد ولن يكونوا بانتظار باقة الورد التي تعود العالم كله إلاّ العراق بوضعها على أضرحة الشهداء والمظلومين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك