المقالات

صراع الإرادات عنوان لمرحلة فاشلة


عباس المرياني

شخص المجلس الأعلى الإسلامي العراقي واقع مرحلة تشكيل الحكومة الحالية منذُ بدايتها بدقة وحرفية ولم يتراجع عن موقفه قيد أنملة كما فعل الشركاء السياسيين والطامحين إلى المناصب وبقي مصراً على موقفه المتمثل بعدم المشاركة بحكومة يرأسها السيّد المالكي ليس لعلة في المالكي شخصياً أو وجود عقدة اتجاه هذا الشخص، إنّما الخلاف والرفض كان في طريقة إدارة الدّولة وفي رؤية البناء وكيفية تقديم الخدمات للمواطن وبناء الوطن خاصة وان رؤية السيد المالكي تم حرقها لمدة أربع سنوات سابقة وقد أثبتت فشلها، وبالتالي فإن من الخطأ تجريب المجرب.واليوم وبعد مرور أكثر من سنتين على تشكيل حكومة المالكي الثانية توضحت رؤية المجلس الأعلى الصائبة وبات الوضع السياسي على شفير جرف هار، تتهدده المصالح الحزبية والشخصية وتدخلات دول الجوار، ولم يتمكن شركاء المالكي من الوفاء بوعود الشراكة الوطنية وإكمال الشوط الثاني حتّى نهايته بعد ان خذلهم بالتفرد ورغبة الاستحواذ على كلّ شيء.ومع إعلان حالت التأهب القصوى بين شركاء الحكومة ضاعت ملامح الدّولة الحقيقية ولم يجنِ المواطن من وزراء المالكي والكتل السياسية المشاركة غير تبادل الاتهامات والدفاع المستميت كلاًعن وجهة نظره تماماً كما يفعل قادة الكتل السياسية الممثلة في الحكومة التي ينخر جسدها الفساد والإرهاب والتدخلات الإقليميّة والدّولية.وقد يكون المواطن طرفاً في معادلة الأزمة السياسيّة الراهنة وان كان بمقدار قناعاته ونيته لأنه لم يُحسن الاختيار مع عذره في حداثة تجربته الديمقراطية، إلاّ أنّ المسؤولية الكاملة تقع على الحكومة وعلى المشاركين في الحكومة وما آلَ إليه الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن العراقي.إنّ ما يميز المرحلة الحالية هو غياب حظوظ المواطن العراقي كهدف أسمى وجدت الدولة من اجل تلبية احتياجاته وتوفير خدماته والسهر على حمايته وأمنه، بعد ان تركته يصارع شظف العيش والتحديات الأمنية وغياب الخدمات الأساسيّة لأن الحكومة وشركائها أهملوا الواجب الذي اقسموا عليه وكلّ ركب بسفينة الجهة السياسية التي ينتمي إليها وتمترس بدرع الحزبية بكلّ فخر واعتزاز؟.سيكون المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الجهة الوحيدة التي لا تتحمل وزر أخطاء الحكومة وشركائها لأنه شخص الداء ووضع العلاج ولا زال حتّى هذا اليوم يجاهد بكلّ إخلاص وعزيمة من اجل إيجاد الحلول الصحيحة للخروج من المأزق السياسي الذي تشهده العمليّة السياسيّة رغم انه لم يكن طرفاً في هذا المأزق، لكنّه صاحب مشروع وطني حقيقي همه الأساس نجاح المشروع وليس مهماً موقعه في المشروع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك