المقالات

بين الوقف الشيعي وسحب الثقة


احمد عبد الرحمن

مفارقات ومفارقات مؤلمة ومأساوية بين مشهد تفجير ديوان الوقف الشيعي وازمة سحب الثقة ... ماذا نقول ولمن نقول وماذا نفعل؟؟؟... وأذا كان الصراع والتنافس السياسي ضمن الاطر القانونية والدستورية امرا مشروعا وطبيعيا في ظل النظام الديمقراطي، فأنه متى ما انسحبت اثار ذلك الصراع والتنافس وانعكست سلبا على احتياجات ومصالح ومتطلبات ابناء الشعب، فحينذاك لابد من اجراء المراجعة واعادة النظر، من اجل تصحيح المسارات الخاطئة.ولعل مختلف المكونات السياسية والاجتماعية تتفق على ان التجاذبات والتقاطعات والاحتقانات السياسية المزمنة والمتواصلة اثرت الى حد كبير على الواقع الامني والخدمي والحياتي والاقتصادي على كل ابناء الشعب العراقي بلا استثناء وان كان ذلك التأثير بنسب متفاوتة.ففي مقابل استمرار الكتل السياسية في الدوران بحلقة مفرغة من الخلافات والاختلافات السياسية حول كل شيء فيه مكاسب خاصة لا مكاسب وانجازات عامة ، يستمر التلكوء في اقرار وتنفيذ القوانين التي تعود بالنفع على ابناء الشعب، لاسيما الفئات والشرائح المحرومة والمتضررة، وهذا التلكوء لاتتحمله جهة دون اخرى، اذ ان مجلس النواب بأعتباره السلطة التشريعية-الرقابية، والحكومة بأعتبارها السلطة التنفيذية مسؤولتان عن ذلك.فضحايا الارهاب والمهجرين وفئات وشرائح اخرى مازالت تعاني قدرا كبيرا من الاهمال وعدم الالتفات الى معاناتها الكبيرة.كتلة المواطن التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، انتقدت في مناسبات عديدة التلكوء الحكومي والبرلماني في تفعيل وتنفيذ القانون المتعلق بتعويض ضحايا الارهاب والمهجرين، ولاشك ان مثل هذا الانتقادات تبدو موضوعيا الى حد كبير وهو انعكاس او صدى لاصوات كثيرة من هاتين الشريحتين الكبيرتين، فمن المعروف ان اعدادا هائلة من العراقيون وقعوا فريسة الارهاب الهمجي التكفيري والصدامي، ومنهم من فقد حياته ومنهم من ارغم على ترك منزله، وخسر ماافنى سنين طويلة من عمره للحصول عليه كالمنزل والعمل، ومنهم من تم تهجيره قسرا من مدينته او منطقته، ولاشك ان العمليات الارهابية المختلفة، سواء التفجيرات او التهجير والقتل على الهوية، خلفت اثار مادية ونفسية ومعنوية كبيرة، ناهيك عن انها فتحت ملفات اخرى اضيفت الى ملفات المشاكل والازمات العديدة، الامر الذي وضع الدولة بمفاصلها المختلفة امام مسؤولية اضافية والتزام كبير حيال عدد غير قليل من ابناء الشعب.ان اغلاف ملفات الارهاب لايتم من خلال تجفيف منابعه فقط وتحسين اداءات الاجهزة والمؤسسات الامنية والعسكرية فحسب، وانما يستلزم الاسراع بتعويض ضحايا الارهاب ماديا ومعنويا، ونهيئة الظروف والاوضاع المناسبة لعودة المهجرين ومنحهم الحقوق التي يستحقونها والتقليل من الاجراءات والسياقات البيرواقراطية والروتينية المتعبة والمملة في المؤسسات المعنية بمتابعة وحسم قضايا ضحايا الارهاب والمهجرين.ولايمكن بأي حال من الاحوال القبول بالواقع القائم الذي تهيمن فيه الخلافات السياسية الضيقة، وتغيب عنه مشاكل وهموم ابناء الشعب من قائمة الاهتمامات والاولويات.وقبل ذلك كله، لايمكن ان نغلق ملف الارهاب بالكامل اذا بقي ساسة البلد وقادته يتصرفون بهذا الشكل من انعدام المسؤولية واهمال كل شيء يتعلق بالشعب واوضاعه واحتياجاته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك