المقالات

العراق بين حمى فصلين العشائري والسابع


جميل الهادي

لاشك إن سياسيات المقبور صدام قد وضعت العراق في أسوء المواقف وأكبرها تكلفة و أكثرها تبعات والتي لا زالت أثارها السيئة واضحة المعالم في حياة العراقيين و قد تستمر لسنوات طويلة أخرى , لكن والحمد لله انتهى عهد الطاغية ومن المفروض أن تبدءا نهاية نظامه ومن ثم وبشكل اتوماتيكي أثار تبعاته .فاحتلال النظام للجارة الكويت قد رهن العراق بيد الإرادة الدولية وبصورة أدق إلا دارة الأمريكية عندها دخلنا في غياهب ومتاهات الفصل السابع فالخروج من الكويت لم يكفي المجتمع الدولي والحصار الاقتصادي كذلك ولا حتى الإطاحة بنظام صدام , فالتقرير الأخير لمجلس الأمن الدولي أكد فيه إن العراق غير جاهز للخروج من الفصل السابع بسبب عدم وضوح المشهد السياسي وكذلك عدم اتفاق قادته والذين بدورهم يعبرون عن وجهة نظر قومياتهم وطوائفهم وعائديه المناطق المتنازع عليها لم تحسم بعد مما ينذر بحرب قومية او طائفية كما إن الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة قد وصل إلى مديات خطيرة تجاوز فيه أكثر الدول فقرا وتخلفا في العالم .ومن خلال هذه المعطيات لازال العراق يمثل خطرا على جيرانه والمجتمع الدولي رغم إن التقرير قد غض الطرف نوعا ما وربما بشكل مقصود عن النظام الاجتماعي الجاهلي الذي يحدد مسار ومستقبل الكثير من أبناء العراق فرغم إن الإسلام المحمدي الأصيل ومنذ أربعة عشر قرن ونيف قد ألغى الأعراف القبلية والعشائرية التي تخالف الطبيعة الفطرية لحياة البشر وتثير الفوضى وتشيع الظلم في المجتمع وبالمقابل قد أبقى وشجع العادات والأعراف الحميدة .لكن وللأسف الشديد ما زال العمل جاري بما هو سيئ من تلك العادات والأعراف والعمل بقوانينها النافذة والسارية المفعول والجميع خاضع لها , فمن ابسط الحوادث العفوية مرورا بجرائم النصب والاحتيال وصولا لجرائم القتل والاغتصاب عليك وقبل كل شيء تحضير وإحضار العشيرة والمبادرة الأولى يجب ان تتخذها هي ومن ثم الكل يأتي بعدها,فمن الممكن تجاوز قانون الدولة ونظامها لكن لا يمكن تجاوز العشيرة وأبنائها فحتى الرجل المثقف والمتعلم والعلماني والسياسي أصبحت العشيرة أحدى واهم مصادر قوته والتي من الممكن أن يستعين بها على منافسه أو عدوه. وقد كتب احد هم مخاطبا رئيس دولته.احذر فعندما يتركك الناس خلفهم ليس لانك ضعيف بل لان هناك قوة قد ظهرت اكبر منك , ونحن لا نريد قوة تضهر اكبر من قوة القانون والذي يطبق بعدالة على الجميع.

فما دمنا لا نستطيع الخروج من هذا الفصل الجاهلي البشع والذي ارتضينا الدخول فيه فنعتقد إننا لن نستطيع أبدا الخروج من الفصل السابع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المهاجر
2012-06-06
لازال الوضع الامني غير مستقر والاسباب كثيره واهمها الارهاب ثم الفساد بكل اشكاله ومن ضمن اشكال الفساد الفصول العشائريه واذا اراد احد ان يبلغ عن حالة فساد فان عشيرة الفاسد ستكون بلمرصاد ويتحول المخلص الى متهم والمتهم والقاسد والسارق والمغتصب الى حمل وديع ومضلوم وهناك عشرات او مئات الامثله على ذلك واعرف سارق وقد حكم عليه ولم يتم التنفيذ ويصرح السارق القانون تحت حذائي ان موضوعي خرج من يدي واصبح عند عمامي فمن لديه شئ ليذهب الىيهم
احمد
2012-06-05
ان الاعراف العشائرية تخالف جملة وتفصيلا شرع محمد وال بيته الاطهار صلوات الله عليهم وهي سبب استفحال الجريمة والارهاب لان القاتل يفلت من جريمته بحفنة من الدنانير كفصل عشائري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك