المقالات

العراق بين حمى فصلين العشائري والسابع

549 16:57:00 2012-06-05

جميل الهادي

لاشك إن سياسيات المقبور صدام قد وضعت العراق في أسوء المواقف وأكبرها تكلفة و أكثرها تبعات والتي لا زالت أثارها السيئة واضحة المعالم في حياة العراقيين و قد تستمر لسنوات طويلة أخرى , لكن والحمد لله انتهى عهد الطاغية ومن المفروض أن تبدءا نهاية نظامه ومن ثم وبشكل اتوماتيكي أثار تبعاته .فاحتلال النظام للجارة الكويت قد رهن العراق بيد الإرادة الدولية وبصورة أدق إلا دارة الأمريكية عندها دخلنا في غياهب ومتاهات الفصل السابع فالخروج من الكويت لم يكفي المجتمع الدولي والحصار الاقتصادي كذلك ولا حتى الإطاحة بنظام صدام , فالتقرير الأخير لمجلس الأمن الدولي أكد فيه إن العراق غير جاهز للخروج من الفصل السابع بسبب عدم وضوح المشهد السياسي وكذلك عدم اتفاق قادته والذين بدورهم يعبرون عن وجهة نظر قومياتهم وطوائفهم وعائديه المناطق المتنازع عليها لم تحسم بعد مما ينذر بحرب قومية او طائفية كما إن الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة قد وصل إلى مديات خطيرة تجاوز فيه أكثر الدول فقرا وتخلفا في العالم .ومن خلال هذه المعطيات لازال العراق يمثل خطرا على جيرانه والمجتمع الدولي رغم إن التقرير قد غض الطرف نوعا ما وربما بشكل مقصود عن النظام الاجتماعي الجاهلي الذي يحدد مسار ومستقبل الكثير من أبناء العراق فرغم إن الإسلام المحمدي الأصيل ومنذ أربعة عشر قرن ونيف قد ألغى الأعراف القبلية والعشائرية التي تخالف الطبيعة الفطرية لحياة البشر وتثير الفوضى وتشيع الظلم في المجتمع وبالمقابل قد أبقى وشجع العادات والأعراف الحميدة .لكن وللأسف الشديد ما زال العمل جاري بما هو سيئ من تلك العادات والأعراف والعمل بقوانينها النافذة والسارية المفعول والجميع خاضع لها , فمن ابسط الحوادث العفوية مرورا بجرائم النصب والاحتيال وصولا لجرائم القتل والاغتصاب عليك وقبل كل شيء تحضير وإحضار العشيرة والمبادرة الأولى يجب ان تتخذها هي ومن ثم الكل يأتي بعدها,فمن الممكن تجاوز قانون الدولة ونظامها لكن لا يمكن تجاوز العشيرة وأبنائها فحتى الرجل المثقف والمتعلم والعلماني والسياسي أصبحت العشيرة أحدى واهم مصادر قوته والتي من الممكن أن يستعين بها على منافسه أو عدوه. وقد كتب احد هم مخاطبا رئيس دولته.احذر فعندما يتركك الناس خلفهم ليس لانك ضعيف بل لان هناك قوة قد ظهرت اكبر منك , ونحن لا نريد قوة تضهر اكبر من قوة القانون والذي يطبق بعدالة على الجميع.

فما دمنا لا نستطيع الخروج من هذا الفصل الجاهلي البشع والذي ارتضينا الدخول فيه فنعتقد إننا لن نستطيع أبدا الخروج من الفصل السابع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المهاجر
2012-06-06
لازال الوضع الامني غير مستقر والاسباب كثيره واهمها الارهاب ثم الفساد بكل اشكاله ومن ضمن اشكال الفساد الفصول العشائريه واذا اراد احد ان يبلغ عن حالة فساد فان عشيرة الفاسد ستكون بلمرصاد ويتحول المخلص الى متهم والمتهم والقاسد والسارق والمغتصب الى حمل وديع ومضلوم وهناك عشرات او مئات الامثله على ذلك واعرف سارق وقد حكم عليه ولم يتم التنفيذ ويصرح السارق القانون تحت حذائي ان موضوعي خرج من يدي واصبح عند عمامي فمن لديه شئ ليذهب الىيهم
احمد
2012-06-05
ان الاعراف العشائرية تخالف جملة وتفصيلا شرع محمد وال بيته الاطهار صلوات الله عليهم وهي سبب استفحال الجريمة والارهاب لان القاتل يفلت من جريمته بحفنة من الدنانير كفصل عشائري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك