المقالات

البيان الختامي لقمة السايلو


حافظ آل بشارة

 هذا هو موسم الحصاد ، حاصدات عملاقة لها افواه واسعة تلتهم حزم الحنطة والشعير من جانب لتقذفها وابلا من الحبوب الذهبية من جانب آخر ، حاصدات شرهة كلما قيل لها هل امتلأت تقول هل من مزيد ، عيون الفلاحين الاشاوس تراقبها بارتياح ، وفجأة تزحف شاحنات عملاقة مهيبة فتعانق الحاصدات كمخلوقات خرافية ، تعود الشاحنات مثقلة وزئيرها يملأ الآفاق ، تتوجه الى السايلوات ، الانتاج وفير يبعث على التفاؤل ، السايلوات قليلة ، ينتظر سائق الشاحنة اسبوعا ليسلم محصوله ، السواق والفلاحون امام السايلوات يعقدون مؤتمر القمة مع اكواب الشاي والسجائر يناقشون الانتاج والتسويق ، مبدعون يرسمون لوحتهم بالحنطة والشعير والكتان والسمسم والهرطمان ، ملوك المائدة البشرية ، قمة السايلو تشجب الجهات التي لم تتعاون ، اين لائحة اسعار المحاصيل الجديدة ؟ اين القروض الزراعية ؟ اين الاسمدة ومضخات الماء ؟ بيانها الختامي حجب الثقة عن جميع السايلوات الاتحادية ... في اربيل الحصاد من نوع آخر ، تجتمع هناك قوى انتاجية مأزومة وشركات قلقة ، يحرثون الارض السياسية لزراعة بذور الفوضى ، ويسقونها بماء العناد ، اذا نجح موسمهم فحصادهم المرتقب محاصيل ستراتيجية سامة أهمها : 1- نمو عاقول الفتنة الطائفية ، تصريحات الاوقاف المتوترة ، هذا المسجد باسمي وهذا المسجد باسمك ، واذا اختلفت الاسماء فصلاتك لا تدخل ابواب السماء رغم تشابه الآذان في الاعداد والاخراج ، اذا كان عضو مجلس بغداد ليث الدليمي ارهابيا لماذا يسمح له بالصراخ امام الكاميرات كصراخ فلاح احترقت حاصدته ؟ ام هي مؤامرة تفتح نهرا يسقي بستان الطائفية ؟ طارق الهاشمي من اسطنبول ينقل قمحه الطائفي من حقل اوردغان الى سايلو الخماسي . 2- اناس كانوا يشتمون الفدرالية استيقضوا صباحا وهم يقدمون حمولتها الهزيلة الى سايلو اربيل . 3- انقسام في الكتل حول نوع الحصاد والاسعار ، واتفاقية لاقتسام الغيوم والامطار . 4- محافظات تهدد بالانفصال عن العراق لتكوين جمهوريات حنطة صغيرة اذا تم حجب الثقة عن الحكومة 5- البصرة دخلت على الخط للتهديد بفدراليتها المبيتة مساندة للحكومة ، شباب حانق ونفط وفير وحصاد غصت به السايلوات وتمر يلوح بطلع جديد ، وشركات اجنبية تتزاحم على البساط الاحمر لمطار المدينة . 6- كتلة كبيرة تخاف على مستقبلها وتريد اخراج حنطتها من السايلو الشيعي الذي ربما يديره قريبا فريق يعيد نصب خيمة ذات مشروع كاسح ، خيمة لن يحرقها حرملة . 7- المجلس الاعلى يحصد باسلوب جديد في سهوله المترامية ليثبت عمليا ان الحنطة أوفر خارج قاعة الخماسي ، يحاور الحاصدات التي تلتهم الحقول والشاحنات العملاقة المثقلة كالحوامل ، يجمع حصاده الراهن لينشغل بالمواسم المقبلة . ختام قمة السايلو : الفرق كبير بين الحصادين ، على فلاحي اربيل ان يفحصوا بضاعتهم ، ربما يعتقدون انهم فتحوا ابواب السايلو السياسي وهم يفتحون بوابات جهنم ، كلهم فلاحون للوطن من الطراز الجيد ، ولكن لا يمكن لحصادين متضادين ان يجتمعا ، العراقيون يعرفون الفرق بين الحنطة و الشعير ، ولا يمكن ان يخدعهم سمسار (يراويهم حنطه ويبيعلهم شعير) ، ويعرفون ان (المايعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره ) ويعرفون انهم كشعب هم مصدر السلطة والشرعية لكنهم في اتخاذ القرار (اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور) .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك