المقالات

أفلام سياسية بنكهة هندية


مصطفى جليل

اعتاد المشاهد أو المتتبع للأفلام الهندية على المفاجآت في مجريات أحداث الفيلم ، ومن المتعارف عليه في المجتمع هو أن قصص الأفلام الهندية عبارة عن خرافات وتأويلات ومبالغٌ في تأليف قصصها ، سيما وان ابرز القصص الهندية المعروفة هو ان شخص يعشق امرأة وبنهاية الفيلم يتضح أنهم إخوة من نفس الأم والأب ، وان الحلقات المهمة في إحداث الدراما الهندية هي البداية والنهاية ، والغرض من هذا اللف والدوران في هذه القصص هو للتشويق و للاثارة ولألفات نظر المشاهدين .. لكن هذه المرة ليست كالتجارب السابقة في تأليف وإخراج القصص المشوقة والمثيرة ، حيث انها تجربة عراقية بنكهة هندية ،أبطالها سياسيون يتقنون التمثيل ويجيدون فن الدراما ، وقد بدأ المواطن العراقي يعتاد على المُغَالاَة في متابعة الحكايات السياسية ، فبالأمس القريب كان مشعان الجبوري إرهابيا ومطلوبا للعدالة على خلفية وثائق وأدلة تثبت تورطه بقضايا إرهابية تبناها نور المالكي عندما كان عضوا في لجنة الأمن والدفاع النيابية ، من جانبه الجبوري قد اتهم الحكومة بالفساد والإرهاب والطائفية وادعى انه لديه ملفات تثبت تورط رئيس الوزراء بقضايا فساد ، وبعد مرور سنوات فجر الجبوري قنبلة فاجأت الجميع ، حيث تم إسقاط التهم الموجه أليه بالتعاون مع النائب عن ائتلاف الحزب الحاكم عزت الشابندر ، بل انه خرج بتصريحات غير متوقعة ولا تشبه بداية الفيلم ، حيث انه قال بعد إسقاط تهمه أن المالكي أصبح زعيما شعبيا ! ، وان الشابندر صديقه وزميله منذ 20 سنة وهو من امن له حياته ، فهذه العمل الدرامي السياسي هو محاكاة للإعمال الهندية ، فضلا عن قصة صالح المطلك والسيد المالكي ومزحة الاجتثاث والإقالة والعودة إلى منصبه بفضل تصريح مديح لرئيس الوزراء ، وروايات وحكايات وقصص سياسية أخرى مثيرة ومشوقة بداياتها لا تشبه نهائياتها ، وصورة اليوم لا تشبه صورة الأمس ، لكن كل هذه المغامرات التي يجسدها السياسيون تصب في مصلحة المواطن لأنه بحاجة إلى الترفيه ، و لكي ينسى همومه وماساته اليومية ! ..عموماً ان هذه القصص تتعلق باستعراض محنة السياسة في العراق التي تثير الشفقة والقلق بنتيجة غريبة في النهاية ، وهي لا تقل شأنا عن قصة الشاب العاشق وأخته العشيقة ، ووجه الشبه مع رواية المتهم الجبوري والصديق الشابندر ومحاسن الصدف .و بالنظر لكثرة متابعة المواطن لهذه الدراما والافلام الخرافية ، فإنها ستضر بصحة المواطنين ، كون ان قلوبهم لا تحتمل الضحك كثيرا ولا تحتمل الانفعالات والمفاجآت ، وربما ان نهاية تراجيديا السياسة في العراق ستكون قاسية جدا لا تحمد عقباها ، فقد تكون النهاية هي ان الشعب متهم ومطلوب للعدالة ، والبرلمان يصوت على سحب الثقة منه لأنه لم يؤدي عمله بمهنية !!..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك