المقالات

الائتلاف والتحالف الوطني عند الحاجة !


أبو ذر السماوي

مع أول بوادر الأزمة الخانقة وبداية ارتفاع حدة التراشقات الإعلاميّة وتحول جميع الكتل السياسية إلى خنادق اعتادوا أنّ يقفوا بها وليصطف النواب لتأدية الأدوار المناطة بهم من قبل رؤساءهم وولاة نعمتهم قادة تلك الكتل، بعد كلّ هذا عرفنا ماذا يعني المجلس الأعلى ومنهجه في التعامل مع الأزمة ومن هو الحكيم وكيف يتعامل مع الواقع السياسي ومستجداته ولا يخفى على الجميع أنّ المجلس الأعلى خاض الانتخابات تحت لواء الائتلاف الوطني مع التيار الصدري ومنظمة بدر والفضيلة والمؤتمر الوطني ومستقلين وبتحالفهم مع دولة القانون بعد الانتخابات تشكل التحالف الوطني ليكون أكبر كتلة برلمانية مما أهله لتسنم منصب رئاسة الحكومة وتشكيلها، لكنّ التشكيل لم يكن شفافاً والولادة لم تكن طبيعية إنما تحولت إلى اتفاقات ثنائية ولوي اذرع وكسر إرادات ولأنه المجلس الأعلى ولأنه الحكيم ومنذ البداية قالها صراحة بكلمته المشهورة (لن نكون شهود زور)، أيّ لن نشترك في هذه الحكومة على الرغم من مشاركتنا في التحالف الوطني وانتمائنا إليه لذلك فلن نكون طرفاً في الخلاف والصراع وكأنها مبدئية أمير المؤمنين عليه السلام، فلم يكن ظهراً فيركب ولا ضرعاً فيحلب، ودفع سماحة السيّد عمّار الحكيم دام عزه، والمجلس الأعلى ما دفع من أجل هذه المبدئية وهذا الموقف حيث لامه بعض أنصاره قبل مناوئيه ومبغضيه وتصرف بحيادية ومارس دوره الوطني وأدى تكليفه الشرعي مدافعاً عن العراق وشعبه مناصراً للمواطن في كلّ المواطن منبها للحكومة مصححاً لمساراتها، ما سمح له الموقف والجهد والمكان والزمان وتنكر له من تنكر وابتعد عنه من ابتعد وهو ينأى عن الخلاف والاختلاف والخطابات المتشنجة والمواقف المتأزمة ولم يترك مكانه في الائتلاف الوطني أو التحالف و الوطني على كثرة الاتهامات له بانسحابه واتفاقه لتشكيل محور جديد لما لهذه الأمور من تأثيرات على القواعد الشعبية للمجلس وحصاره وزعزعة وضعه بين محبيه ومريديه ومحاولة جره إلى مهاترات ومناورات جانبية كان المجلسيون أسمى و أعلى منها ووصلت الأمور إلى الابتذال وكيل التهم ونعت الحكيم بمختلف الأوصاف والنعوت، فكان اكبر فهو الحكيم الى ان وصلنا ان تذكر الجميع بأن هنالك تحالف وطني وائتلاف وطني فلم يروا من المجلس الاعلى إلاّ نفس الخطاب وبنفس الهمة فوجدوه كما تركوه عند نقطة الانطلاق متناسياً للجراح لكنه ذكر بنفس المبادئ والتي لن يحيد عنها ليجدوا الحكيم الأخ الكريم وابن العم الكريم ليكون خير عون لهم على أنفسهم أوّلاً ثم الانطلاق إلى آفاق أوسع، رُبّما لن يقبل احد ان أقول هذا الكلام بأنهم اعتقدوا أنّ يكون الائتلاف الوطني والتحالف الوطني ائتلاف عند الحاجة أو تحالف عند الطلب يستخدمونه في أوقات الأزمات ويرجعون إليه في الملمات كي يرموا عليه أثقالهم ويمسحوا به أوزارهم ويعلقوا عليه أخطائهم، لكنّ المجلس الاعلى والحكيم يرونه مصدر قوة وائتلاف مصير وتحديد مسار وتحالف تصحيح والوقوف عند الأخطاء أكثر من التغني بالنجاحات فالنجاح للجميع والخطأ مسؤولية الجميع من هنا يذكرهم الحكيم دائما بأننا ملتزمون بالتحالف الوطني وأننا نظراء على قدم المساواة و بأنه ائتلاف وجود لا ائتلاف عند الحاجة واشتداد الصعاب وان كان المجلسيون وقيادتهم أهلا للوقوف أمامها بقوة وثبات فهم رجال مهمات وملمات ورجال بناء وهمة وخدم لأبناء شعبهم بلا تعالي ومنة لأنهم يرون أن كلّ ذلك إنما لتحقيق مصلحة الشعب والأمة التي تستحق منهم كل هذه التضحيات وهنا يكون الفرق بينهم وبين غيرهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك