المقالات

فتاوى الارهاب من القاعدة الى بن جبرين


( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

الحالة العراقية تحتاج الى مراجعة شاملة اكثر بعدا من الالة العسكرية، واكثر اقترابا من الواقع الثقافي لمشروع يراد منه بلورة رؤية شاملة ازاء ما يحدث من هتك للحرمات وقتل وتفخيخ ضد الابرياء العزل، فما نحتاجه هو نقاش حقيقي لماهية شبكات القتل الماجورة التي لا زالت تدفع السذج لتفجير اجسادهم النتنة وسط المدنيين، واخر يدك احياء مدنية بالهاونات لمجرد انهم ينتمون الى طائفة اخرى، فضلا عن التحريض الطائفي والمذهبي من قبل مشايخ ومنابر وسياسيين موتورين مرجفين لا يؤمنون الا بنظرية القائد الضرورة، فالعنوانات في المرتين مكشوفة وواضحة، هي لتمزيق العراق وتفكيك نسيجه وهذا ما اعلنته فتاوى بن جبرين والقاعدة مما يؤشر ايضا لعب بعض الدول دورا اقليميا اوسع بفتح ملفات الفتنة الطائفية في عموم المناطق وتحت الشعارات نفسها التي تغطي هذا الدور، لذلك لم نفاجئ عندما اعلن فقهاء التكفير حربا ضد ابناء الجماعة الصالحة،

فطبيعة التجاذبات والظروف السياسية التي تمر بها العملية السياسية اثرت عليها المشاكسات الاقليمية والدولية التي افصحت عن نفسها، ولا ضرورة لذكر الاسماء فهي اصبحت معروفة ولا حاجة لاعادتها وتكرارها، فالحوارات بين كل الاطراف الفاعلة في ادارة الفوضى وتحديد مساراتها باطر معينة غايتها خلق الازمات الداخلية للعراق، ودراسة وتفحص الاسباب والعوامل التي ادت الى تعثر تطبيق تعهدات تلك الدول المعلنة في اللقاءات السابقة، فقد ان الاوان لاكتشاف السبل واماطة اللثام عمن يستبيحون الدماء العراقية ايا كانوا عبر مشاريع محاربة الارهاب، والتواصل الاقليمي لتبديد المخاوف لمن يستشعر قوة التجربة الديمقراطية العراقية التي وقفت خلف ظهرانيها ملايين الاصابع البنفسجية، فخطة سيادة القانون هي لامن المواطن مما ينبغي لها ان تنجح الحكومة في فرضها لمحاصرة وتجفيف منابع الارهاب، وتضييق الخناق على الخارجين عن القانون،

اذ لابد على الحكومة المنتخبة وكافة القوى الوطنية والسياسية ان يتحدثوا وعلى الملا عن اسباب ومسببي العنف الطائفي والعابثين بحق العراقيين كافة، وبالتالي فضح جميع مروجي ثقافة العنف والقتل الجماعي دون وجه حق، فخطة فرض القانون لم تستثن الحوارات السياسية بل هي داعمة لها وهذا ما لمسنا اثاره لدى بعض القوى التي انضوت تحت المظلة الوطنية، وفي الوقت عينه على الجميع ان يدرك بعض القوى التي لا زالت تراهن لاعادة عقارب الساعة الى الوراء أي تصفير معطيات العملية السياسية بالعودة للمربع الاول غير معنية بتلك الحوارات، فلابد من ان تاخذ العدالة مجراها كون الحكومة المنتخبة هي الواجهة السياسية،

ولا خيار دون اصلاح المؤسسات التي تضررت اثر تداعيات المراحل السابقة وتصويب مساراتها للبدء بمرحلة الامن والاعمار على كافة الصعد، والسير نحو الانطلاقة الكبرى للعمران وتحقيق العدالة في نظام لا تحكمه الرغبات والاهواء الشعاراتية، بقدر ما تحكمه التجربة الوطنية وفق المبادئ الصالحة لكي يتكيف الاخرون مع التغيير وتصحيح المسارات بدءً من محاربة وتفكيك حاضنات الارهاب وكل ما يعكر صفو العملية السياسية، وانتهاء باحترام ارادة الملايين في تقرير مصيرها لبناء العراق الاتحادي التعددي الفيدرالي المستقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك