المقالات

الاستثمار الواقع والحل


عبد الكريم ابراهيم

يُعد الاستثمار بابا من ابواب الانفتاح الاقتصادي على جميع الصعد، وعلامة بارزة في الخروج من هينة الدولة على مجريات الأمور بشكل تدريجي، وأغلب البلدان التي أخذت بهذا السبيل عالجت مشكلاتها الاقتصادية وخطت خطوات متقدمة لدرجة أصبحت مدعاة لاستقطاب وتسابق رؤوس الأموال العالمية. وعادة الدول التي تحاول الخروج من سياسة اقتصاد أحادي الجانب وجدت في هذا النوع فرصتها في قلب توجهاتها الاقتصادية والتحول نحو أسلوب مغاير يعود بالفائدة في رسم سياسة الدولة العامة، ولافت للنظر أن هذا الأسلوب أخد ينمو ويزدهر في بلدان لم يكن معروفا لديها، ولعل دول الخليج هي اكثر بلدان المنطقة الرائدة في تطبيق مبدأ الاستثمار بشكل صحيح وجنت ثماره من خلال زيادة حجم الاستثمارات الاجنبية العاملة فيها، واصبحت محطة استقطاب دولي للكثير من رؤوس الاموال ولاسيما دولة الامارات العربية المتحدة التي وضعت قوانين شجعت على هذا التحول بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للبلد.العراق بعد عام 2003 هو احوج ما يكون على اطلاق اليد الطولى للاستثمار بكل انواعه وبما يخدم تواجهات البلد ومصالح ابنائه. ولعل انشاء هيئة خاصة بالاستثمار تعد خطوة مهمة للولوج في هذا التحول تبعتها استحداث لجان استثمار في المجالس المحلية تكون داعمة لتوجهات الاولى وليست معارضة لها وحدد صلاحيات كل واحدة منها في حجم المالي للمشروع، ولكن ما الذي تحقق من ذلك الوقت حتى الوقت الحالي؟ هل كسب العراق ثمار راهن التحول؟ الجواب على الارض يقول ان هناك تعثرا كبيرا مع نجاحات متفاوتة يمكن ان ترى في بعض المحافظات وعلى نطاق ضيق لا يلبي الطموح. اهل الاختصاص من الاقتصاديين وبعض الجهات الحكومية يقولون ان وراء هذا التعثر اسبابا عديدة منها: بعض القوانين القديمة التي مازالت ساري العمل بها تحول دون الشروع في ان يأخذ الاستثمار طريقه الصحيح حيث تصطدم الجهات المستثمرة بعقبات عديدة منها تداخل الصلاحيات وتعدد مصادر القرار وبالخصوص في مجال توفير الاراضي وجود عدة جهات تدعي احقية ملكية هذه الاراضي وفضلا عن صعوبة الحصول على الموافقات الاصولية لتشعب الروتين وتوزعه بين مؤسسات الحكومية المختلفة. بعض الاسباب واقعية جدا حيث ان هناك قوانين حاليا تقف عائقا امام الاستثمار ولابد من ايجاد حلول جذرية لها، ولكن هذا لا يعني عدم وجود قصور في بعض مفاصل الجهات المشرفة ما جعل بعض المشاريع تراوح في مكانها ولم يحصل منها المواطن العراقي سوى الدعاية الاعلامية فضلا عن ابتعاد المشاريع المستثمرة عن الولوج الى صلب الازمة حيث بعض الاستثمارات عبارة عن مولات تجارية في حين يعاني البلد من ازمة سكن خانقة لا ترحم علما ان مشاريع السكن من انجح الاستثمارات في حال وجدت الارضية المناسبة والجهود الداعمة لان العراق بحاجة الى ملايين الوحدات السكنية ما يعني وجود عدة استثمارات في المدينة ذات الاهتمام المشترك مع التأكيد على اعطاء حق الافضلية للشركات ذات السمعة الرصينة الوطئة الكلفة ولاسيما الشركات الآسيوية المعروفة والتي يمكن ان تحل ازمة السكن في فترات قياسية، وخيرا لا بأس من الاستفادة من المكاتب الاستشارية العراقية والاجنبية في رسم سياسة استثمارية ذات رؤية واضحة تعود بالفائدة على الجميع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك