المقالات

حكومة في اليد خير من السعي للمجهول

569 18:08:00 2012-05-17

أحمد مختار

قد يتناسى البعض المسار الطويل الذي قطعت الحكومة من الانتخابات وحتى تشكيل الحكومة حيث تصاعدت الخلافات بين الفرقاء السياسيين من أجل تلك القضية، ولم يتم تشكيل الحكومة إلاّ بشق الأنفس وإلا بعد أنّ بادر الأكراد لعقد مؤتمر أربيل، ومن مما لا ينسى موقف العراقية حين انسحبت من مجلس النواب رغم الجهد الطويل على أمل أن تفرض وجودها القوي من خلال تسمية الرئيس جلال طالباني رئيساً للجمهورية، وكما يبدو أنها أخطأت في التكتيك إذ سرعان ما تم التصويت عليه وسارت الأمور على غير ما يشتهون،مجريات الساحة السياسية العراقية تثبت بما لا يقبل الشك هذه الحقيقة بحيث وضعت الاتفاقات ليصل كل طرف من خلالها إلى ما يريده من الخصوم وليس إلى ماتضمنته متون الاتفاقية، بالفعل وليس بخافٍ على احد ما حصل من الشد والجذب بين القوى السياسية منذ تشكيل الحكومة وحتى الآن، فكما هو واضح أن بعض الفرقاء يجدون إن كل الأسلحة مباحة وان الكل يستطيعون أن يستخدمون ما يتمكنون من استخدامه من اجل إسقاط الآخرين ولا يوجد محذور ولا ممنوع ما دام يحقق الهدف.هذه المقدمة التي أوردناها تعكس الصورة التي تجسد حقيقة العملية السياسية بعض النظر عن مؤتمر أربيل أو الاجتماعات الثنائية أو المؤتمر الوطني فالكل يريد أن يربح والكلّ يريد الذرائع التي تبرر سلوكه السياسي وهذا طبعاً لا يوصل لحل وما دامت هذه الحالة سائدة فلا يمكن الخروج بنتائج سواء عن طريق المؤتمر الوطني أو عن طريق إسقاط الحومة وحتّى الانتخابات المبكرة لا الاختلاف وتشبث الفرقاء بمواقفهم واللجوء إلى المراوغة وتخطئة الآخرين واللجوء إلى الإعلام وتحريك الشارع يثبت سذاجة بعض السياسيين وارتباط البعض الآخر بأجندات خارجية وهؤلاء يلجئون إلى الاستقراء بالخارج وتجنيد بعض المحافل الإقليمية والدّولية لحسم الملفات الداخلية.وقد يغيب عن أذهان هؤلاء إن مسعاهم لو نجح فإنهم سيكونون بنفس موقف الخصم الذي تغلبوا عليه وان جميع الفرقاء الآخرين سيعملون من جديد على إرباكهم بنفس الطريقة التي مارسوها ضد الآخرين لتستمر اللعبة هذا إذا لم تخرج الأمور عن السيطرة وتسقط البلاد في دوامة خصوصا أن كثير ممن يحيطون بالعراق لا يريدون للعراق إن يستقر لان استقراره يعني تحوله إلى قوة إقليمية وهذا سوف لان يسهل عليهم أهدفهم التي لا تخفى على احدولهذا ليس من الصواب الدخول في دهاليز ليس من السهل الخروج منها وان أي سياسي عليه أن يفكر مرات قبل اللجوء إلى تغليب فكرة إسقاط الحكومة، وعليه أن يتذكر الأحداث التي حصلت مع بداية تشكيل الحكومة لان القوى هي نفسها وان المواقف لا تزال كما كانت كما أن خيار اللجوء إلى انتخابات مبكرة كخيار لا يختلف عن سابقه بل أنها تعيدنا إلى المربع الأول بل أن بعض الكتل التي كانت تصول وتجول بدت أكثر ضعفاً وتشتتاً منها في السابق،ومن الواضح أن هذا ناشئ عن نضج التجربة وتراكم الخبرة عند عدد من السياسيين وهذا يجب أن يستثمر في الخيار الصحيح وهو إنضاج الحالة العملية التي بين أيدينا مهما انطوت على سلبيات ومهما كان فيها ما يروق للبعض وان تفكير خارج على هذا الإطار يعنى المراهنة على المجهول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-05-18
هذا الموقف تبسيط خطير للواقع، فما معنى السير للمجهول؟ هل يعقل ان المجاميع السياسية والاحزاب ليس لها امكانية ايجاد بديل؟ وأن العراق لم يتمكن من تكوين خبرة سياسية خلال هذه الفترة منذ السقوط وحتى الان؟ فالسلبيات يجب ان توضع تحت المجهر وتمحص وليس تأجيلها والاختفاء عنها بحجة عدم إمكانية حلها الان! ولماذا لايمكن حلها؟ المالكي نفسه سعى نحو المحاصصة ولولاها لم يصل للحكم! هل المالكي او أي سياسي اهم من حاجيات المجتمع المفروض انهم موظفون عند الشعب وليس العكس، ان هذه الاراء مرفوضة تماماً لمنافاتها للحق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك