المقالات

اللعب على اثارة الصراع القومي العربي – الكردي .. رهان خاسر


......بقلم د.ابراهيم بحر العلوم

راهنت القاعدة والتكفريون وازلام النظام البائد في عامي 2006-2007 على اشعال الحرب الاهلية بين عرب العراق ففشلت واستعاد المجتمع الوعي بذاته، وتغلب على من تسول له نفسه اللعب على اوتار الطائفية في النسيج الاجتماعي، ولاشك ان معاناة العراقيين كانت غير قليلة فقد سالت دماء وذهب ضحايا كثيرون واستبيح الامن وكلل الخوف، ولكن ما النتيجة؟.

لقد رفض المجتمع اللعبة المقيتة االتي ارادتها القوى الظلامية في تخريب النسيج المجتمعي، ورفض العراقيون الشخوص التي كانت تطبل لهذه الترنيمة الطائفية من الجانبين والتي كانت تدفع باتجاه التصعيد ظنا منها انها بطاقة انتخابية لفترة اخرى او نجومية تستحوذ على الفضائيات بخطابها المج التافه تحاول اثارة الاجواء لتربح الرهان. وتناست هذه الشخوص ان الاعلام قد استهلكها وبعد حين فطنوا ان مجاميعهم قد لفظتهم واسدل الستار عليهم واصبحوا من الماضي. وتلك حقيقة.. لست مبالغا فيها، ابحثوا عنها تجدونها ماثلة لاتحتاج الى البحث في التاريخ، ذلك هو الواقع وتلك هي سليقة هذا المجتمع لايمكن ان تعشعش فيه الطائفية المجتمعية.

ولعلي اجد اليوم ان ثعابين الامس قد عادت من جديد بعد ان خسرت رهانها باثارة الوتر الطائفي، بدأت تحاول ان تجرب حظها في الضرب على الوتر القومي لعلها تعوض عن فشلها. وبدلا من ان نتعلم من التجارب، وجد المواطن العراقي المسكين نفسه امام تقارير اخبارية عن عبوات ناسفة في بابل والديوانية تستهدف مقرات الاتحاد الكردستاني والوطني الديمقراطي وامتطى البعض صهوة جواده الاعرج ليقذف بتصريحات نارية بتهجير الكورد من المناطق العربية، متخيلا انها منطقة فراغ يمكن ان يحقق فيها نجومية. ولكن هولاء وجدوا ارضية لتحركهم من خلال التصريحات المتشنجة التي صدرت من اطراف محسوبة علي الطرفين ليملأوا الشاشات الفضائية وتبدو وكأنها معركة لي الذراع بين الطرف العربي –الكوردي وتحديدا بين العرب الشيعة والاكراد. علينا الحذر من الوقوع في فخ اخر، وفي لعبة يحكيها الحاقدون الذين تناغموا بالامس مع الحرب الطائفية واليوم يراهنون على اشعالها بين العراقيين ولكن في الاتجاه القومي.

فقد ساء تلك القوى الظلامية ان ترى نجاح ” قمة بغداد” وانفتاح العرب على العراق وهذا انجاز سياسي كبير يحسب لكل العراق وكيف يتربع في صدراته عراقيون اكراد في جلساته الثلاث. وارادت ان تستغل الازمة السياسية بين الاقليم والمركز والتصريحات الاعلامية من الطرفين لعلها تتمكن من انزال الخلاف على الشارع لتتسع الهوة والفجوة عبر العبوات والتصريحات.

نقول لهؤلاء جمعيا لقد فشلتم بالامس في دق الاسفين بين عرب العراق، ونراهن على فشلكم اليوم في دق الاسفين بين عرب العراق واكراده.

ولكن هذه التمنيات تبقى تمنيات ما لم يبادر القادة السياسيون الى ايقاف التصعيد الاعلامي، فالشعب وبغض النظر عن وعيه فهو اسير لحظته، لقد تمكن صدام حسين من تنفيذ سياساته العدوانية واضطهاده لشعبه وبكافة مكوناته بادوات داخلية وخلق في اللاوعي ثقافة عمرها ثلاثة عقود ومن قبله عمل مثله. مهمتنا ان نستذكر الـتأريخ والطغاة الذين عاثوا في البلاد وما تركوه من تراكمات والتحدي الذي يواجهنا اليوم هو العمل لازالة تلكم التراكمات لا اثارتها واتمنى ان لا تكون مقصودة.

العاقل من اتعظ من تجاربه.. لقد حاول الكثير تمزيق وتفتيت شعب هذا البلد.. ولازلنا نراهن ان مستقبل البلد رهين بوحدة شعبه. ليست هذه تمنيات بل واقع نتهجاه يرفده النضال والمعاناة المشترك، ليست المشكلة ان تحدث ازمة فتلك طبيعة الامور ولكن الرهان ان نكون قادرين على ادارتها بالشكل الذي يعكس ايماننا بالاهداف واهمها وحدة العراق ارضا وشعبا ضمن الاطارالدستوري.

24/5/517

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك