المقالات

فوضى الديمقراطية والجماهير العربية


حامد اللامي

لقد عانت الشعوب العربية انواع الاستبداد الدكتاتوري , الذي ادى الى سلب ارادة الشعوب العربية وكذلك الاضطهاد الفكري والثقافي ...عانت الكثير من حكامها المتسلطين بدعم الدول الكبرى لديمومة مصالحها الامنية والاقتصادية والسياسية وغيرها ...لقد وعت الجماهير العربية ذلك الدعم اللامحدود على حساب مصالحها القومية والوطنية ... فانتفظت ضد الظلم والدكتاتورية المقيتة من اقصى الشرق العربي الى اقصى غربه حاملين نفس الهموم ونفس المطالب بالقضاء على السلطة الفردية والعائلة الحاكمة والحزب الواحد ... لبناء دول ديمقراطية يتمتع افرادها بالحرية واحترام الرأي لترى بام عينيها سلطات مستقلة ... ان لاتكون السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية بيد شخص واحد يتحكم بمصير الامة ... يشكل البرلمان ويلغيه , يأمر بتشكيل الحكومة الصورية ويلغيها .لقد ملت الشعوب العربية من اطاعة القائد الاوحد ... القائد الضرورة ... رمز الامة ... وكأن العربيات لم تنجب غير هؤلاء !! ... ان ابناء الامة العربية لديهم الطاقات والخيرات والامكانات التي تغنيهم عن هؤلاء المتسلطين على ثرواتهم وتوجهاتهم وافكارهم ... طالبت الشعوب العربية بالنظام الديمقراطي كحل سياسي ونظام اجتماعي امثل, اسوة بدول العالم المتحضر ... اسوة بأنظمة دول العالم بانتخاب ممثليهم عبر صناديق الاقتراع ... انتخاب حكومة تمثل الشعب , ليتحقق حلم الشعوب العربية ان يروا حاكما او قائدا يخدمهم من موقعة ومن واقعهم ...ليس دائما الشعب العربي بخدمة القائد يستجدي منه قرارات العطف والرحمة والوظيفة , وحتى مستحقاتهم المعاشية ... فهي منحة من صاحب الجلالة وسيادة الرئيس وليست استحقاقات الامة ... ناهيك عن دور العلاقات الخارجية التي يتحكمون بها لمصلحتهم الشخصية بعيدين كل البعد عن مصالح الدولة والشعب ... يحكمون الشعب بالنار والحديد ... فالسجون مملوءة بالمعارضة السياسية على اختلاف الرأي ... على كتابة مقال ...على همسة بين الطلبة .اما المحاكم فحدث ولاحرج فكلها تعمل لخدمة وديمومة السلطة الدكتاتورية وحماية سمعتها ومصالحها ...لقد انتفضت الشعوب العربية ضد هؤلاء مقدمين ارواحهم فداءا للوطن والحرية ابتداءا بالشهيد التونسي البطل محمد بو عزيزي والدماء المصرية واليمنية والسورية والبحرينية ... كل الشعوب العربية تنزف دما من اجل كرامة الامة , بالخلاص من هؤلاء المدعومين من اسيادهم والمتسلطين على ابناء الامة العربية .لقد انتفضوا واسقطوا بعض الاصنام العفنة , والباقية ستسقط انشاء الله عاجلا ام اجلا بأرادة الشعوب ... املها ان تقيم اوطان الحرية وانظمة ديمقراطية , لكن وجدت دولا وحكاما تقف حائلا دون تنفيذ الشعوب اهدافها ... الدول التي تراعي مصالحا بمساعدة البقية الباقية من الاوغاد العرب الذين لايريدون ان تستمر الثورات العربية خشية الوصول اليهم ... فقد ساهموا في اعادة ازلام الانظمة السابقة او دعم المؤسسات العسكرية وتشكيل احزاب بمسميات جديدة وخذلان الشعوب العربية , فنحن الان نرى ابناء الثورات العربية المنتصرة على اصنامها تطالب بتنفيذ اهداف الثورة التي تم مصادرتها ...والشباب الثوري ينزف دما بأستمرار , مع استمرار الدعم الدولي والاقليمي والعربي على وجه الخصوص لاقامة سلطة جديدة لاتختلف نوعا ما عن سابقاتها من السلطات القديمة ... اذا هي رسالة موجهة لابناء الامة العربية مفادها : انكم مهما قدمتم من تضحيات فأن ماتنالونه محدود .لقد جعلت من الثورات العربية وذلك الربيع العربي الذي افرح كل ذي ضمير حي واهدافها الديمقراطية , ماهي الا فوضى عارمة , لتعلن انتصارها الخفي ضد الثوار بدعم جهة ضد اخرى وانعاش اشباه الرجال من السلطات السابقة ... جعلوها فوضى للنيل من الثورات واهدافها ...جعلوها ديمقراطية الفوضى ...ان الجماهيرلن تغفل عنكم , ستجدونها امامكم وامام خططكم بالمرصاد ... فستكون الحرية والديمقراطية في سوريا واليمن وليبيا ومصر والبحرين ,وكل البلدان العربية دون استثناء , لان تضحيات الشعوب العربية لن تتوقف وتبقى تدك كل معاقل الدكتاتوريات ... لتسقد العوائل الحاكمة... والقائد الاوحد... والاسد ...والذئب ...والفهد... والراعي ...والارعش ...والجاهل... والدموي ... ستسقطهم الثورات العربية جميعا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك