المقالات

العراق وشبح المركزية

438 09:32:00 2012-05-14

خميس البدر

تحدث البعض كثيرا عن قوة المركز في ان تكون الامور كلها بيد الدولة ومنظومتها وان تكون القرارات الحكومية نافذة على الصغير والكبير القاصي والداني وأكدوا أن قوة الدولة تأتي من خلال الرجوع للمركز وان تمر القرارات والقوانين والأموال عبره ومنسجمة مع توجهاته وأهدافه لكن قالوا أيضا أهل مكة أدرى بشعابها .ولقد أثبتت التجربة العراقية فشل الاولى وتعثرها ومقت الشعب العراقي لها ولمنطقها ومنهجها خاصة وهم أصحاب تاريخ طويل ومرير معها وان مأسيهم ومعاناتهم وحرمانهم المزمن لم يأتي ألا بتجذر هذه النظرية واستفحال منهج المركزية المقيت في نظام الحكم وتدبير الأمور ,أما حلمهم في اللامركزية ومناداتهم بتطبيقها كانت تصطدم دائما بالتخويف والتهويل من الانقسام والضعف والوهن وتفكك الدولة وتضارب الصلاحيات وتداخلها وطموحات شخصية ضيقة لشخصيات تربت وتثقفت في ظل فكر المركز والقوة والقرارات الشجاعة والاستثنائية وشخصية القائد الفذ صاحب الإرادة التي لا تقهر والمعنويات الحديدية والعزيمة التي لا تنثني وهاهي نتيجة إتباع تحكم المركز فالمحافظات خاوية على عروشها حكومات محلية مسلوبة الصلاحيات في مواجهة مطالب وأحتياجات مواطنيها وقيامها بأعمال ومشاريع لامتلك ميزانياتها ومن يمتلك الميزانيات والاموال الطائلة أي الوزارات بعيد عن فهم تلك الاحتياجات وبهذا المستوى من الفهم والعقلية يحجب عن تلبية ما يريده المواطن في المحافظة مرة بقصد ومرة بغير قصد وفي كلتا الحالتين الخاسر الوحيد هم أبناء المحافظات ومع ازدياد النمو السكاني وبقاء الخدمات المقدمة على حالها او تراجع مستواها تتراكم المشاكل حتى تصل الى مستوى ظواهر أو أزمات مزمنة فيصعب تغييرها أو الحد منها لما يتطلبه من جهد وأموال ووقت لتصبح الحالات السلبية أمر واقع .ان ما عاناه العراق من دكتاتورية ومركزية مقيته طيلة مراحل تاريخه يحتم عليه ان يتوجه نحو اللامركزية وان تعطى المحافظات كامل الصلاحيات وان تتحمل الحكومات المحلية مسؤولياتها تجاه مواطنيها وهي قادرة على ذلك أذا ما توفرت الظروف المناسبة ,أما أن يبقى الوضع على ما هو عليه فلا تغيير ولا تطور ولا نجاح للنهوض بواقع المحافظات أو البلد بصورة عامة وستبقى الحكومة الاتحادية تعاني والحكومة المحلية تعاني ما دامت الحكومة الاتحادية او المركز طرفا في كل قضية بسيطة كانت أم عظمى وسواء انعقدت جلسات مجلس الوزراء في المركز أو في المحافظات لن توفر أبسط متطلبات تلك المسميات لأنها طرف ولأنها غير مؤمنة بإعطاء صلاحياتها أو جزء من تلك الصلاحيات والتي تدعيها لها ومن اختصاصاتها حصراً لا لشئ ألا لأنها حكومة مركزية فيجب أن تكون كل مقدرات البلاد بيدها , ومتى ما تحولت الحكومة الى العكس فسوف نضع أقدامنا على الطريق الصحيح وسيبدأ العراق مسيرة الاعمار والنهوض في بناء المؤسسات وليأخذ كل ذي حق حقه ولنبتعد عن كبرياء السياسيين وعنجهية الماضي فهي التي جعلتنا في هذا الحال ولا بد ان يستجيب قدرنا لنا أذا أمنا به وسلمنا باستحقاقات هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام
2012-05-15
المشكلة تكمن في تعويد العراقيين وبفضل التربية الخاطئة بان رئيس الدولة يجب ان يكون قائد فذ وجبار يهابه الكل و و وحتى حكامنا الجدد بدؤوا يقلدون صدام في اسلوب حكمه وحتى في كلامه وفي بعض الحالات كان صدام يتحدث باسم الكل ولكن اخينا الجديد يقول انا سافعل هذا او اقبل بكذا ولا اقبل بــ وهكذا ونقول لهم ماهكذا تدار البلد يا معارضة الامس وحكام اليوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك