المقالات

صراع الأحزاب السياسية وحلول الأزمة ....


اكرم السعدي

لازالت أنظار الشارع العراقي تتجه إلى انعقاد المؤتمر الوطني الذي يراهن علية البعض انه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة, إن المنعطف الخطير الذي تمر به عملية التغيير في العراق إذا لم يتم التعامل معه بحكمة ولغة الحوار العقلاني وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية سوف يؤدي إلى نفق ضيق لايمكن فيه الرجوع إلى الوراء, إن كل طرف من إطراف النزاع يتحرك على ضوء ما يحصل عليه من امتيازات وفي تقاطع المصالح تتوقف عجلة الحل, القائمة العراقية أصبح موقفها ضعيف في هذه الدوامة فقد تفرق أمرها ولم تعد تستطيع أنّ تجتمع على موقف موحد وكل مجموعة لديها مصالح وأجنده تنسجم مع مصالح وأجندة المجموعة الأخرى وخسرت الخيارات الممكنة وليس أمامها سوى أنّ تكون طرف معارض ومعرقل فقط وتفرض شروط تعجيزية تحول دون انعقاد المؤتمر لأنه سوف لن يأتي لها بجديد.أمّا الأكراد فهم يدورون حول مصالحهم القومية وبقاء الأزمة سوف لن يؤثر عليهم كثيراً والعكس صحيح أتسعت دوائر الخلاف كلما اتسعت مساحة الخروقات القانونية التي تمكنهم من استثمار, تابع الإقليم دون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية وهذه الأزمة تغطي على حالة الاختلاف الداخلي بين أحزاب السلطة في كردستان وبالخصوص تنامي الخلاف مع حركة التغير الكردية, والتحالف الوطني فيه ثلاث توجهات ولا يوجد فيه موقف موحد تجاه حل الأزمة فالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي مشغول في إعادة بناء منظومته الجماهيرية ويحاول الاستعداد للانتخابات القادمة بوقت مبكر, وهو معروف بخطابه السياسي الذي يشوبه شيء من الغموض وتأثيره في هذه المرحلة على قرار التحالف قد يكون ضعيفاً.أمّا التيار الصدري وهو المعروف بعدم وضوح رؤيته في حل الأزمة ويمكن أنّ يتغير موقفه بمجرد حصوله على مكاسب فئوية ولو كانت بسيطة، ويبقى اللاعب الوحيد في الساحة السياسية إئتلاف دّولة القانون فالمالكي بيديه مفاتيح حل الأزمة وبيديه خيوط مخارجها وهو يتعمد المماطلة والتسويف لأنه غير متحمس لعقد المؤتمر خوفاً من أنّ تلزمه القرارات التي تترتب على عقده بوعود جديدة تضاف إلى وعود اتفاقية أربيل.إنّ المالكي يتجه باتجاه الانفراد بالسلطة ويحاول تضليل الرأي العام العراقي بالموقف التي يتخذها رغم انه يعلم مدى حساسيتها وخطورتها على استقرار الوضع في البلد لذا ذهابه إلى محافظه كركوك وإطلاق التصريحات التي استفزت الأكراد وبنفس الوقت يستجدي المشاعر القومية للكثير من سكان المحافظة. وهذا ما يُراهن عليه المالكي في الانتخابات القادمة ويبدو أنّ بوادر الحل غير متوفرة في الوقت الراهن وسوف لن تؤدي نتائج عقد المؤتمر إلى حلول ناجحة للخروج من الأزمة ولسبب يعود إلى أن أطراف الخلاف همهم الوحيد الحصول على المكاسب وليس بالضرورة استقرار الوضع والذي هو على ........، ويمكن أنّ تتسع هوة الخلاف لتتحول إلى حرب أهلية وعندها سوف لن ينفع المالكي مكره والصدريين انتهازيتهم السياسية ولا العراقية خيبة أملها ولا الأكراد قوميتهم، وقد تأكل النار الأخضر واليابس وتعيد العراق إلى المربع الأول لا سامح الله، إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية هو تغليب مصلحة العراق على المصالح القومية والطائفية والحزبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك