المقالات

اتباع علي (ع) في الميزان /

561 11:01:00 2012-05-09

حافظ آل بشارة

كثير من العامة والخاصة يفكرون حاليا بأيجاد حل للأزمة القائمة ، ودعاة الاصلاح حريصون على معرفة اطراف الصراع بدقة فمن هي وماذا تريد ، هناك اكتشافات مثيرة لولا الصراع ماظهرت ، اتضح ان احزاب البلد ليس بينها صراع اديولوجي على المقدسات ، بل هو صراع من نوع آخر لا يستحق التقدير ! صراع المصالح التافهة ، الاموال والترف والكشخة ومواقع القوة لا اكثر ولا اقل ، الدليل انك اذا اخذت لائحة اهداف كل حزب عراقي على حدة وقرأتها فسوف تخرج بورقة اهداف موحدة يتشابه فيها الاسلامي والقومي والشيوعي واللبرالي الى حد النقطة والفارزة اذن على ماذا يختلفون ؟ لا بأس ، ولكن لننظر الى الصراع من زاوية ثانية ، الم يكن النواب ورجال الحكومة منتخبين ؟ الم يخترهم الناس ؟ فهل هم داخلون في هذا الصراع نيابة عن ناخبيهم ام نيابة عن انفسهم ؟ قائمة المشاكل الحالية بين الكتل ليس بينها مشكلة واحدة تخص الناخب ، يغضبون ، يهددون بالخروج من الحكومة ، يهددون بسحب الثقة عن الحكومة ، يلوحون بالانفصال والاقتتال ، ولكن اعلموا ايها الناس ان اغلب هؤلاء ليسوا غاضبين لأجل شعبهم ، ليسوا غاضبين لأن البلد بلا كهرباء ، او بلا أمن ، او لأن 30% من الشعب تحت خط الفقر ، او لأن البلد بحاجة الى 3 ملايين وحدة سكنية ، او لأن الزراعة تتراجع ، والصناعة متوقفة ، والتجارة يبتلعها الفساد ، او لأن التنمية متوقفة ، بل يغضب اغلبهم لأنه غير راض عن حصته في مثلث المال والقوة والهيمنة ، الزعيم المخلص ينادي يا شعبي ، والزعيم الفاسد ينادي يا حصتي ، كثير من الاسماء والرموز يضمرون في اعماقهم احتقارا للانسان ، استعلاء يبتلى به عشاق السلطة وطلاب المواقع ، لكن الاسلاميين اشد الناس حسابا ان فرطوا ، وبين ايديهم القرآن والسنة وسيرة امامهم علي (ع) وهو يخاطب مالك الاشتر في عهد توليته على مصر: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ) ويذم الحواشي الانتهازية المحيطة بالزعماء فيقول : (ليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء ، وأقل معونة له في البلاء ، وأكره للإنصاف ، وأسأل بالإلحاف ، وأقل شكراً عند الإعطاء ، وأبطأ عذراً عند المنع ، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصّة ) وأول من مارس اجتثاث المجرمين السابقين هو علي (ع) اذ يقول : (إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ) ويوصيه بمكافئة المبدعين ورعاية المخلصين فيقول : (ولا يكونن المحسن والمسي‏ء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة ) هذا منهج علي ، والحجة قائمة على من ادعى حبه . لا سبيل لبناء الدولة العصرية الناجحة الا باسترجاع السلطة من اصحاب المصالح والانتهازيين والفاشلين وتسليمها الى المخلصين ، الذين همهم خدمة الناس ورضا الله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2012-05-09
الصراع بات محرقة ستلهم الجميع عليه العوض ومنه العوض
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك