المقالات

حزب الدعوة ...يتمترس بالمجلس الأعلى!!


حيدر عباس النداوي

مثل اجتماع اربيل الأخير حدا فاصلا بين التسويف والمماطلة التي كانت تتبعها الحكومة المركزية في بغداد في تعاطيها مع القضايا المطروحة والدعوات المتكررة من قبل الفرقاء السياسيين والمحذرة من ديكتاتورية نظام بغداد وبين جدية المتأربلين بالمضي قدما في تنفيذ تهديداتهم التي لوحوا بها والتي من اهمها سحب الثقة عن الحكومة او اجراء انتخابات مبكرة او اعتبارها "حكومة السيد المالكي" حكومة تصريف اعمال".وعلى اثر هذا التهديد خاصة بعد ان شهد عقد التحالف الوطني انفراط عقد التيار الصدري وانضمامه الى الداعين الى التغيير في اربيل وجد حزب الدعوة نفسه محاصرا هذه المرة بقسوة وان عنصر المناورة داخل ساحة الحكومة امر قد لايؤدي الى كثير من التقدم لذا بدأ بمراجعة حساباته القديمة عله يجد متكأ يلجأ اليه ساعة الشدة وقد يكون من حسن حظ حزب الدعوة ان المجلس الاعلى لم يكن مع المتأربلين وانه لا يبحث عن تعقيد المشكلة بقدر بحثه عن علاجات حقيقية للمشكلة لذا ترك رسالته مفتوحة في اربيل وغيرها ان الحل الاساسي للمشكلة التي تشهدها الساحة السياسية يكمن اولا في الذهاب الى الاجتماع الوطني بقلوب صافية ونوايا حقيقية لحل كل المشاكل العالقة وفق الدستور والاتفاقيات المبرمة وبعدها سيكون لكل حادث حديث".ولان قادة حزب الدعوة افضل من يجيدون اقتناص الفرص فانهم وجدوا في المجلس الاعلى الحليف القديم المدخل الافضل لبدأ عنصر المناورة من جديد وابقاء اللعبة السياسية على اشدها عندما اعلنوا عن رغبتهم امام قادة المجلس الاعلى بحضور القائمة العراقية في الاجتماع الوطني كونهم شريك اساسي وانهم على استعدادهم لتنفيذ اتفاق اربيل وفق السياقات الدستورية وهذه الغاية لم تكن معلنة سابقا من قبل الدعاة".على حزب الدعوة ودولة القانون ان يعيدوا حساباتهم من جديد قبل فوات الاوان فقد يكون في اجتماع اربيل الاخير فرصة وعبرة لاعادة التحالفات القديمة وإحيائها من جديد لان المشتركات التي تجمع المجلس الاعلى وحزب الدعوة مشتركات قائمة على التاريخ والدماء والتضحيات وهي غير متوفرة عند الكثير من الشركاء لكن يبقى هناك امر لا بد من الوقوف عنده كثيرا من قبل حزب الدعوة وهو ان المجلس الاعلى اعطى الشيء الكثير وضحى من اجل المشروع الجديد حتى اعتبر البعض تضحياته انبطاحا وجبنا وفقد من اجل هذه التضحية الكثير الكثير وليس بامكانه ان يدخل في طريق قد يخسر اتباعه ومريديه من جديد لذا على حزب الدعوة اذا اراد ان يواصل طريقه ان يستعين بالمجلس الاعلى ليس كجسر يعبر عليه فترة من الوقت ثم يتخلى عنه بل عليه ان يتخذه سندا وعضدا في علاقة واضحة ودائمة كما كانت العلاقة بين الشهيد الصدر الاولى وبين شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليهما)عندها فقط نستطيع القول ان بامكان الدعاة الصمود او تعديل المسار والثانية هي الاقرب لان خلاف المجلس الاعلى مع دولة القانون والدعاة هو خلاف منهج ورؤية وليس خلاف مصالح وعقود واستحقاقات".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو فاطمة
2012-05-05
ان حكومة الاغلبية السياسية ستكون من جانب المجلس الاعلى وفق المصالح الحزبية لانه سيكون من ضمنها بحسب قربه ومقبوليته من الجميع وبذلك سيكون حصوله على مناصب اكثرمما لو شارك في حكومة شراكة ولكن بسبب عمل المجلس للصالح العام وابتعاده عن المصالح الضيقة والتزامه برؤى وتوصيات المرجعية نراه يرفض اسقاط الحكومة بالرغم مما عاناه منها ومن شخص رئيسها ويفضل استمرارها بما يضمن عدم دخول العملية السياسية في نفق مظلم ودخول عمل الحكومة والمؤسسات التابعة لها في حالة سباة يتضرر منها المواطن بالدرجة الاولى . تحية لهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك