المقالات

محافظات الجنوب أرامل فقدن المعيل


عباس المرياني

عذراً للتوصيف المؤلم لكلّ أبناء محافظاتي العزيزة في وسط وجنوب العراق من رجال ونساء وأطفال لكنّ الذي تتحدث عنه أرقام المنظمات العالميّة في مجال حقوق الانسان والتخطيط والتطور تقول ان تلك المحافظات تعاني من ارتفاع كبيرة في مستوى الفقر بين أبناء هذه المحافظات حتّى وصل المعدل إلى 50 بالمئة من أبناء هذه المناطق.وتتقدم هذه المحافظات بلا منازع ومنافس في إنخفاض مستوى الإنفاق اليومي والمعاشي محافظة السماوة العزيزة بشرفها وعشائرها وشيوخها وتأريخها ونخيلها وواحاتها الخضراء وتهريبها تقف خلفها مباشرةً مدينة التأريخ والنفط والزراعة والرجال والأسماك محافظة واسط الشماء، ولا تبتعد عنها التاريخ والعنبر انها الديوانية العزيزة والأمر ينطبق بنسب متفاوتة على محافظات ميسان والبصرة والناصرية والحلة ومحافظتي النجف وكربلاء المقدستين.والمفارقة العجيبة التي لايوجد لها مثيل في كل بقاع الارض هو ان هذه المحافظات كانت تخضع لىسياسة الاقصاء والتهميش من قبل النظام السابق واستمر الوضع على ما هو عليه من المحرومية مع تغير بسيط لم تظهر معالمه على أرض الواقع في مرحلة ما بعد التغيير رغم ان المتصدين للأمر وصلوا الى ما وصلوا اليه من نعيم الدنيا بأصوات وتضحيات أهالي هذه المحافظات المحرومة.كما ان الامر الاكثر عجباً هوان كل موارد العراق المالية والاقتصادية مصدرها هذه المحافظات المحرومة لما تضمه فوق وتحت ثراها من كنوز النفط والغاز والزراعة والاسماك والزئبق والسكر والبنجر والنخيل والرجال.وجدلاً لو لم توجد هذه الثروات في محافظاتنا الحبيبة وتم الاكتفاء بالسياحة الدينية والمنافذ الحدودية لكان في أموال هذه السياحة والمنافذ عزاء لتغيير أحوال ابناء هذه المحافظات نحو الأفضل مثلما يحدث في كثير من دول العالم التي لا تجد غير السياحة والمنافذ مصدر وحيد لبقائها ونمائها.كما ان الحسرة تتكسر في الصدر عندما لا تأخذ هذه المحافظات استحقاقها كما تأخذه محافظات أخرى ليس لها فضل في أيّ درهم يدخل موازنة العراق المركزية.إنّ استمرار محرومية وتهميش هذه المحافظات تتحمله الحكومة المركزية والحكومات المحلية خاصة مسؤولية استجداء عواطف الآخرين للحصول على الفتات من أموال هذه المحافظات التي تطفوا على بحار النفط ومجرات الممرات الغازية، لأن من حق هذه المحافظات ان تكون لها حصة لا يشاركها فيها الآخرين من اجل اعادة الاعمار والتخلص من آثار الانبعاثات التي تخلفها الصناعات النفطية مع ما تأخذه المحافظات الاخرى من الموازنات المالية،وتبقى الكلمة الاخيرة لابناء هذه المحافظات للحصول على الحقوق والاختيار بين العيش تحت خط الفقر اواخذ الحقوق بالقوة خاصة وان الحقوق لا تعطى ولكن تأخذ غلابا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك