المقالات

لقاء أربيل بين الذنب والمصالحة

524 18:22:00 2012-05-02

حيدر عباس النداوي

باتت عاصمة العراق الكردستانية مدينة أربيل محطة مهمة ومستقر دائم لصناعة الفرص والقرارات والمبادرات والمجرمين والهاربين. مثلما أراد اهلها ذلك لها دون ان ينال كل ذلك من حضوتها وفاعليتها على مستقبل العراق السياسي والاقتصادي والانتخابي.ورغم ان البعض بات يقارن بين اربيل وبين مايعقد فيها من صفقات سرية تجمع الفرقاء السياسيين والتي لا يمكن التنبؤ بمحتواها أوفحواها حتّى من اكثر المنجمين والعرفانيين واصبحت متلازمة اربيل والصفقات والاتفاقيات أمرٌ طبيعي مع كل ما يكتنفها من غموض، الا انها تبقى مع ذلك محطة مهمة لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الاشكال.ورغم ان اربيل واتفاقياتها لم تغب عن الصراع السياسي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية منذ الانتخابات الاخيرة وما تبعها من تداعي في حلقات التوافق بين الفرقاء والكتل والقوائم مع ما قامت به المدينة الشمالية من جهد كبير تمثل بتشكيل الحكومة حتى اصبح اتفاق اربيل مرادفا لتشكيل الحكومة واختلاف الحكومة الا انها عادت هذه المرة ليس لدعم الحكومة بل لتهديد الحكومة التي شكلتها في يوم من الايام.وشتان بين موقف اربيل لجمع الفرقاء السياسيين وتشكيل الحكومة وبين تجييش الجيوش والاحزاب من اجل سحب الثقة عن الحكومة مع الاعتراف بمقدمات التصدع في العلاقة الهشة بين بغداد واربيل والتي يتحمل مسؤوليتها اطراف النزاع والصراع في بغداد واربيل.وكنوع من استعراض العضلات قامت اربيل بارسال رسائل تهديد كثيرة في الفترة الماضية الى الحكومة المركزية لم تاخذها الاخيرة على محمل الجد لاعتقادها ان اربيل ليست جادة فيما تقول وانما تهدف من كل هذه الزوابع الى الحصول على مكاسب قد لا تكون من استحقاقها وان الحكومة لن تتردد في منحها اذا جد وقت الجد، لكن الخطوة الاخيرة التي اقدمت عليها اربيل هي الاقوى بالضغط على بغداد بعد اتفاقها مع شركاء حقيقيين للمالكي من اجل ابتزازه من قبل الطرفين والحصول على مكاسب اكثر وهذا هو العنوان والمانشيت الرئيس لحلف اربيل.إنّ أربيل هي من أسست أساس الحكومة الحالية ولولا شركاء اربيل الجدد لما تمكن المالكي من الوصول الى قمة الهرم وعليه فان التخلي عن الالتزامات والتباكي من الديكتاتوريات امر غير مقبول وبامكان الديكتاتورالجديد القضاء على مخاوف الحلف الجديد بتلبية ما يطلبونه من عقود واستحقاقات انتخابية ومناصب وزارية وهذا ما اثبتته الايام الماضية.الشيء المؤكد ان فرسان اربيل الجدد يجمعهم هاجس واحد مشترك وهو الحصول على اكبر المكاسب من كعكة الحكومة اما اعتقاد البعض من ان اتفاق اربيل الجديد جاء على خلفية شعور هؤلاء بعقدة الذنب كونهم من جاءوا بالديكتاتور بعد ان نصحهم الخبير الحكيم بعدم جدوى التجديد فهذا الامر لم يتم التأكد منه ولم يحن موعده بعد وحتى يتم التاكد من ذلك ستكون اربيل مهيئة من جديد لعقد اتفاق جديد لتشكيل الحكومة الجديدة وعلى بغداد السلام.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك